إصدار جديد تحت عنوان ” السميائيات الثقافية مفاهيمها وآليات اشتغالها “
صدر للناقد المغربي عبد الله بريمي أستاذ السميائيات وتحليل الخطاب بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية ومن مواليد قصر ابوعام الريصاني كتابا جديدا يحمل عنوان :
“ا لسميائيات الثقافية مفاهيمها وآليات اشتغالها ” المدخل إلى نظرية يوري لوتمان السميائية – عن دار كنوز المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
وقال مؤلف الكتاب في الموضوع ” تشكل السميائيات جزءا من حركة تاريخية وعلمية ممتدّة. وتتمثل مهمتها في إظهار وتفسير الآليات والخصائص التي ترتكز عليها حياتنا الثقافية وطرق عيشنا المشترك. إنها تفعل ذلك للكشف عن طبيعتنا الثقافية غير المدركة التي تُصنع بها حركات أجسادنا وإيماءاتنا ومشاعرنا والطريقة التي نرتبط بها مع الآخرين، وحتى مع أقرب المقرّبين. لذلك، إذا استطعنا أن نقبل فكرة لوتمان بصدد تطوير الدرس السميائي كنسق معرفي شامل، فإن هذا النسق سوف لن يكون ذا جدوى إن هو لم يُستثمر في تعزيز قدراتنا على تحليل قضايانا الثقافية واليومية التي نعيشها من خلال استيعاب أشكال التعبير والمحتوى التي تصوغ حياتنا وتمنح شكلا لذواتنا. يجب على السميائيات أن تواجه القضايا النظرية الشاملة وتجيب عن القضايا المجتمعية دون أن تتوقف فقط عند القضايا الخلافية والمعضلات الداخلية للتيارات السميائية. وإن أكبر تحدّ للسميائيات في وقتنا الراهن، سيكون هو البحث عن سبل جديدة لإعادة اكتشاف نفسها كتخصص علمي استراتيجي قادر على امتلاك رؤية لما مضى ولما نحن عليه الآن وكيف سنكون في المستقبل.
لقد ركزنا اهتمامنا في هذا الكتاب على قضايا جوهرية تتعلق بسميائيات الثقافة وبمفاهيمها وآليات اشتغالها عند يوري لوتمان، وهي آليات قادتنا، بطرق مختلفة إلى طرح سؤال المعنى والعديد من القضايا المتصلة بشروط إنتاجه وتداوله واستهلاكه وتلقيه. ولم تكن الأجوبة التي قدّمناها على مدار هذه الكتاب سوى محاولة لصياغة أسئلة حول الوقائع الإنسانية بحثا عن معرفة أرقى «للذات» و«الآخر» وقد كان طموحنا في كلّ هذا أن نجعل من مفهوم الكون السميائي بخصوصياته المعرفية والثقافية، أداة لطرح سؤال التميّز والتفرّد لمقاربة كل الوقائع والظواهر الإنسانية لا سيما وأن الكون السميائي بسعة مفاهيمه قادر على منح المشتغلين، في حقل الدراسات الأدبية والعلوم المعرفية والأنثربولوجيا والإعلام والسرديات الثقافية والهويات البصرية…، برنامجا عمليا يستوعب الحمولة الدلالية للتحولات التي تشهدها الأنساق الثقافية والمعرفية والاجتماعية كما عرفناها في الماضي وكيف تعايشت في عصرنا الحاضر وما يمكن أن تصير إليه في المستقبل قصد فهم دينامياتها وكشف تناقضاتها وفك شفراتها.”
الكتاب سيغني الساحة الثقافية المغربية وغير المغربية وسيشكل مرجعا قيما للطلبة والباحثين في الحقل السميائي ، ونشكره على اهتمامه وبحوثه وإصداراته وجديته وتفوقه وأخلاقه وهو عملة ناذرة في الابحاث الاكاديمية بجهة درعة تافيلالت.
زايد جرو / جديد اخبار المغرب العميق