أكاديمية جهة الدار البيضاء – سطات للتربية و التكوين: وافضيحتاه!
بقلم: الدكتور لحسن الكيري*
بمجرد التحاق أساتذة اللغة العربية المكلفين بتصحيح امتحانات اللغة العربية بمراكز التصحيح المخصصة لهذه العملية البالغة الدقة و الأهمية، وفور تسلمهم لرزم الأوراق الموكولة إليهم و ذلك يومه الجمعة 10 – 06 – 20016، تفاجأوا من عدم إرسال الأكاديمية لعناصر الإجابة و سلم التنقيط الخاص بشعبة الآداب عكس العلوم الإنسانية، مما سبب تذمرا في صفوف الأساتذة الذين عبروا عن استيائهم من هذا الاستهتار الذي افتتح به مدير هذه الأكاديمية و طاقمه الجديد مهمته الجديدة.
و مما زاد الطين بلة عدم اكتراث رئيس مركز التصحيح بالثانوية التأهيلية المصلى للأمر و كأن وقوفه على قدم و ساق من أجل حل هذه المشكلة مع بيادق الأكاديمية يعتبر جريرة أو تجرؤا يعاقب عليه القانون. و قد انتظر الأساتذة التوصل بسلم التنقيط و عناصر الإجابة زهاء 8 ساعات تقريبا، و منهم من عاد أدراجه حتى اليوم الموالي و منهم من رابط بعين المكان دون جدوى، و قلة افتتحت التصحيح في غياب ذلك. هذا مع العلم أن غالبية هؤلاء الأساتذة يتنقلون من أماكن بعيدة جدا للوصول إلى هذا المركز نموذجا؛ فمنهم من يأتي من سيدي رحال أو دار بوعزة أو أولاد صالح أو الدروة.
و إذا كنا نعيش اليوم في زمن التكنولوجيا و السماوات المفتوحة فإننا لم نلمس ذلك حقا على أرض الواقع. فكان بالإمكان أن تطلب الأكاديمية عناصر الإجابة أو سلم التنقيط من أكاديمية أخرى أو حتى من الوزارة و تقديمه إلى الأساتذة قصد التسريع في عملية التصحيح و بنوع من الجودة و الضمانة. لكن يبدو أن سيادة مدير الأكاديمية الذي يدرس أبناءه في فرنسا أو أميركا لم يرد أن يقلق راحة سيدنا الوزير الذي درس أبناءه في كندا أو يكشف عن ارتجالية تسييره لهذه المؤسسة العمومية إلى الآن؛ لهذا قررنا أن نتشارك مع أبناء الشعب هذه المقالة فاضحين و كاشفين سوءة مسيرين و مدبرين لا تجمعهم بالإدارة و مصالح الشعب إلا أجرتهم الشهرية الخيالية و تعويضاتهم السمينة.
في الحقيقة لا يكفي أن يتبجح أي مسؤول في قطاع التربية و التكوين المهني في بلادنا بشعارات فارغة من قبيل تغليب المصلحة العامة، النزاهة، تكنولوجيا التعليم، التعليم عن بعد، اللامركزية و اللاتركيز، سياسة القرب و تخليق الحياة العامة و غيرها كثير؛ والتي تبقى، في منظورنا، حبرا على ورق في غياب التنزيل الفعلي لها و عن إرادة و حب و طواعية.
و تجدر الإشارة إلى أن الأساتذة لم يتوصلوا بعناصر الإجابة و سلم التنقيط إلا في اليوم الموالي على الساعة العاشرة صباحا رغم أن عملية التصحيح تبدأ على الساعة التاسعة صباحا. تم ذلك بعد أن أعلنوا سخطهم و تذمرهم من هذا التثاقل و العبث و الفوضى التي وسمت عملية التصحيح هذه السنة في هذه الجهة و التي تنذر حسب التجربة بأن عملية مسك نقط الامتحان الوطني و التعرف على أصحاب أوراق الامتحانات الحقيقيين قد تعتريها شوائب معينة.
و أخيرا لا يجب أن ننسى أن الأساتذة الذين أنهو ا التصحيح مشكورين غير مأمورين لم يستلموا بيانات المداولات المعتادة و التي تبين أزمنة و أمكنة هذه المداولات حسب اللجان التي ينتمون إليها مع كامل الأسى و الأسف. فلماذا لا يستقيل مدير الأكاديمية أو الوزير أو رئيس الحكومة غداة هذا الفشل الذريع؟ ولماذا لا يخرج على الأقل بتصريح أو بيان يعتذر فيه من الأساتذة نتيجة هذا الإحراج الذي تسبب لهم فيه؟ إن الاعتذار شجاعة و تربية و أخلاق و ليس ذلا و إهانة. و لأن “جبهة” المسؤولين المغاربة كجلمود صخر فإننا لا نتوقع أن يحدث هذا مساء أو غدا أو عشية تقييم حصيلة امتحانات البكالوريا. و إلى فضيحة مدوية أخرى.
* كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء – المغرب.