الإمتحان الموحد و غياب التأطير النفسي
اغلب التلاميذ يتعاملون مع الامتحانات الموحدة البين دورية او السنوية بترقب و حذر و تخوف لما يرافقها من طقوس قبلية و آنية وبعدية.
وما يزيدهم ضغطا نفسيا هو اجتياز العديد من المواد في فترات زمنية متقاربة و ما يتطلب ذلك من استعداد ، دون نسيان هاجس الإخفاق و تكرار السنة.
كل هذا وذاك يجعل من الامتحان الموحد شبحا موسميا يؤرق اغلب المتعلمين , هنا يطرح إشكال الإعداد النفسي للتلميذ حتى يجتاز هذه الإمتحانات بكل يسر.
امام غياب تدخل الاسرة في تأهيل ابنائها نفسيا يبقى من اللازم على المؤسسات التعليمية تخصيص حصص للاستعداد النفسي قُبَيل الامتحانات ، فكما يتم الاستعداد المعرفي لها ينبغي ان تبرمج حصص قد تكون اضافية أو حتى في سياق البرنامج الدراسي للاعداد النفسي.
فكما يعلم الجميع ان للخوف و الارتباك تأثيرا سلبيا على تعامل التلاميذ مع الاسئلة المطروحة ، فقد ترسخ في ذهن اغلبهم ان هذه الامتحانات تختلف كثيرا عن الفروض التي يجتازونها و انها بمثابة معركة من اجل البقاء و الفشل فيها هو غرق و نقطة سوداء في المسار الدراسي لربما يؤدي الى مغادرة قاعات الدرس نهائيا.
ومن الامور التي تزيد ايضا من ضغط التلاميذ هو المنطق البوليسي اثناء حراسة الامتحان-كلام غير معمم- فكلما تم التعامل معهم بحكم قيمة يتنافى مع مبدأ قرينة البراءة كأصل ، فان بعضهم يخيل له انه في قاعة باحد مراكز الشرطة ، صحيح ان الحراسة يجب ان تتسم بالصرامة و استحضار الضمير المهني و الاخلاقي احقاقا لمبدأ تكافؤ الفرص ، ولكن في ذات الوقت يجب تقدير المتعلم باعتباره شخصا كفءً ، و طبعا يتم تطبيق الاجراءات القانونية في حق كل من ضبط في وضع يتنافى و احترام قدسية الامتحان.
ان اهمية الاعداد النفسي تتجلى في جعل المتعلمين يتعاملون من تلك الامتحانات على انها محطات عادية في مسارهم الدراسي الطويل و الذي ستتخلله الكثير من الاختبارات كما انه يمكنهم من ضبط معارفهم و افكارهم و تنظيمها و استحضارها بالشكل المطلوب و في الوقت المرغوب.
لاجل كل هذا فانه اصبح لزاما على المؤسسات التعليمية الارتقاء من الواجبات التقليدية المتمثلة في تلقين المعارف الى الاهتمام بالجانب النفسي للمتعلم لما له من تأثيرات على مردوديته.