وجهة نظر

التربية الروحية و الحياة

  بقلم ذ.لحسن بنيعيش  : بوذنيب/المملكة المغربية
 إن القرآن الكريم بتوجيهاته الرشيدة ، يحرص على صفاء العقيدة في المقام الأول أشد ما يكون الحرص. فالنهي عن الشرك صريح:”لا تشرك بالله ، إن الشرك لظلم عظيم ” سورة : لقمان – الآية : 13- فالشرك قمة القبح ومنتهى الشناعـة. أن يسوي الإنسان بين الخالق و المخلـوق ، أو الحي و الميت ، فهو ظـلم صارخ و أبـعد ما يكون عن العقل و المنطق ، فحري أن يكون ظـلما وأن ينعت بالعظيم. و لهذه الغاية أرسل الله الأنبياء و الرسل لتصحيح العقيدة الفاسدة ، فواجهوا الصد والعصيان  و تعرضوا للمحن و الآلام و لكن لأن الأمر جليل ما وهنوا و لا استكانوا بل صبروا و ثابروا حتى بلغوها إلى أممهم و  أقوامهم:عقيدة خالصة.ولأمر ما يوصي بالوالدين :” و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا “سورة:الإسراء–الآية:23  اعترافا  وردا لجميلهما و تعظيما لقدرهما ، لينصرف الإرشاد إلى أداء العبادات من: صلاة و زكاة و صوم و حج.
يلح على الآداب و الأخلاق و السلوك أمرا أو نهيا : لا تمش في الأرض مرحا – اقصد في مشيك – اغضض من صوتـك… إن هذا التـوجيه الرباني الـفريد يـهدف إلى جعل المسلـم في درجة عالـية من السمـو المتـكامل عقـيدة و عبـادة     و معاملات. من هنا وجب أن نلفت النظر لدور هذه التربية الروحية بأبعادهـا النفسية ، و الإجتماعية ، و السلوكية. بات من الواجب استثمارها في كل مناحي الحياة:(البيت-المدرسة-الشارع…) لإعداد فرد لا يهمه إلا تهذيب نفسه و السمو بها .على ضوء هذه التوجيهات القيمة. تجعله قادرا أن ينشر قيم العدل و المحبة و الإخاء والتسامح ؛ في عالم اليوم الذي يعج بالتعصب والتطرف  و الصراعات و الإنقسامات التي كثيرا ما تحسم بالحروب و العنف و الدمار….

مواضيع مشابهة

Back to top button
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

أنت تستخدم إضافة Adblock إدعمنا عن طريق تعطيل مانع الإعلانات لهذا الموقع

إدعمنا عن طريق تعطيل مانع الإعلانات لهذا الموقع