التعليم ومسؤولية الفشل!
بقلم : ذ. محمد حفوض. سيدي بنور.
تعاني منظومتنا التربوية من اختلالات جمة،يعرفها القاصي والداني،وهي اختلالات ناجمة عن عدة عوامل واسباب،سنشير إلى بعضها في بحر مقالنا المتواضع هذا، لكن، ما يحز في النفس ،و لا يقبله لا العقل و لا المنطق، هو تحميل مكون واحد من مكونات تلك المنظومة مسؤولية فشلها(المدرس)،كما ورد في تقرير المجلس الأعلى للحسابات الأخير.
وهنا،نتساءل:من المسؤول، أو ما الجهة المسؤولة عن تدني أداء المنظومة التربوية والتعليمية ببلادنا الحبيبة؟
ان ربط فشل المنظومة التربوية بتغيبات المدرس(ة) ،هو أمر غير مقبول بتاتا ، لأن المدرس ليس العضو الأوحد داخل المنظومة،فهو جزء ومكون وعنصر من عدة مكونات وعناصر منظومة متكاملة ومتفاعلة،لكل مكون منها أدوار ومهام واضحة ومحددة سلفا يؤديها في انسجام وتواصل تامين مع باقي المكونات الأخرى. لذا،نقول،إن مسؤولية الفشل على مستوى قطاع التربية والتعليم،هي مسؤولية مشتركة، تتحملها كل مكونات المنظومة، من فاعلين ومتدخلين وشركاء ومهتمين.
إن اضمحلال وتدني مردودية قطاع التربية و التعليم،مرتبط بعوامل عدة متداخلة،نذكر منهاعلى سبيل المثال لا الحصر،ما يلي:
-غياب إرادة سياسية صادقة في الإقلاع والنهوض بهذا القطاع الحيوي ؛
-غياب تصور شمولي واضح المعالم و بعيد المدى، اللهم إذا استثنينا رؤية المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي 2015 _2030،والتي نتمنى صادقين ألا تلقى نفس مصير باقي مخططات الإصلاح السالفة؛
-سوء تدبير وتوزيع الموارد البشرية المتوافرة؛
-عدم إحياء وتجديد برامج التكوين المستمر؛
-محدودية الموارد المالية وقلة مصادر التمويل؛
-عدم الاهتمام بالموارد البشرية العاملة ماديا ومعنويا ونفسيا؛
-اهتراء وتاكل غالبية البنى التحتية المحدودة؛
-انعدام الوسائل والوسائط والمعينات الديداكتيكية اللازمة؛
-غياب التواصل الأفقي والفعال بين المدرسة والاسرة؛
-عقلية بعض الأطر الإدارية والتربوية “البالية”؛
-تفشي مظاهر العنف والإجرام وبعض السلوكات اللاخلاقية المشينة داخل وفي محيط المؤسسات التعليمية؛
-عدم تحيين وتحسين البرامج و المقررات الدراسية؛
-غياب المراقبة التربوية الصحيحة القائمة على التواصل والتفاهم والتعاون؛
-محدودية انفتاح المؤسسات على مختلف الشركاء والمهتمين …الخ.
لقد آن الأوان من أجل القطع مع خيبات الإصلاحات السابقة،والقضاء على كل مظاهر الفشل التي استشرت في الجسم التربوي والتعليمي، ولنا في الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التربوي 2015_2030 التي اعدها المجلس الاعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي امل كبير في تحقيق المراد،شريطة العمل الجماعي الجاد والمسؤول.فلنتحل بالشجاعة، ولنتسلح بالإيمان والإخلاص الصادقين، ولنستغل مضامين تلك الرؤية أحسن استغلال، عبر تنزيلها على أرض الواقع، وضمان وصولها إلى داخل الفصول الدراسية، مع السهر على تتبع تنفيذها وتقويمها باستمرار وبشكل فعلي، بغية التدخل العاجل من أجل تغيير أو تحيين أو تعديل ما يلزم في حينه، نشدانا للنجاح، ودرءا لكل العقبات والعوائق المستجدة.
وصفوة القول، فإن النهوض بمنظومتنا التربوية والتعليمية، لن يتأتى،و لن يتحقق إلا بتضافر جهود الجميع، كل من موقعه،سياسيين،وإداريين،وتربويين، وامهات وآباء وأولياء المتعلمات والمتعلمين ،دون إغفال الشركاء والمهتمين.