الرؤية الإستراتيجية لخوصصة التعليم
بقلم الطالب الباحث جامع إبراهيم
”هكذا أنت يا وطني …” عبارة رددتها مرارا في كثير من تعليقاتي الفيسبوكية، وسأعلق بها مرة أخرى على سياسة وزارة التربية الوطنية “هكذا أنت يا وطني …”
”فهمت حتى عييت ومبقت فهم ولو” وكيف أفهم وقد أصبحت الوزارة تنزل علينا بقرارات ومذكرات لا علاقة لها من قريب أو بعيد بمصلحة المواطن الذي هو الوطن، بل العكس هي قرارات تسعى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى استفزاز ودعشنة الشعب المغربي.
فمنذ أن طلت علينا الوزارة بالرؤية الإستراتيجية 2015-2030 وهي تنهال علينا بقرارات غريبة سخيفة، قرارات تؤكد ما رددته مرارا ” الرؤية الإستراتيجية لخوصصة التعليم” وليس في هذا شك، فالمتتبع- ولو قليلا- للساحة السياسية المغربية سيتفق مع هذا الكلام إلى أبعد حد.
بعد مذكرة المرسومين المشؤمين، والصراع الطويل الذي خاضه الأساتذة المتدربين، من أجل إسقاطها، وكذلك كبح وقمع الوزارة لنضالات واحتجاجات خرجي البرنامج الحكومي 10 ألف إطار، بعد كل هذا؛ جاءت بمباراة التوظيف بموجب عقود،(مذكرة التعاقد) التي تدل وبوضوح أن هذه الحكومة قد بيتت لهذا الشعب نيات خبيثة، تصرفها وحدة واحدة، فكيف يعقل أن توظف أساتذة غير مكونين، ولا علاقة لهم ببداغوجية التدريس، وترسب أساتذة مكونين تكوينا أكاديميا على يدها.
وها هي. مرة أخرى تشعل الساحة السياسية بمجموعة من الإعفاءات في حق المنتميين ”لجماعة العدل والإحسان”، ولا يهم هنا الانتماء،ففي الأخير نحن شعب واحد، ولسنا في ضيعة أحد كما قالوا، فالأساس هنا هو العلاقة الثلاثية بين الفعل والفاعل والمفعول به. أما الفعل فإنه فعل ديكتاتوري سلطوي، لا ديمقراطي، وينبئ أن لهذه الوزارة مخططات أسوء من هذه وتلك، أما الفاعل(ة) فإنها وزارة لا علاقة لها ”بالمعقول” بتاتا، كل همها العبث والاستهزاء بالإنسان المغربي والاسترزاق به، وأما المفعول به، فإنه العنصر الأضعف في الحلقة، وقد نصب نصبا قاتلا، فلا حول له ولا قوة.
لقد رددت كثيرا وردده كثير من الأساتذة والباحثين، أن وراء هذه القرارات والمذكرات هدف أكبر، سيضرب عنق الطبقة الكادحة المغربية، ضربة قاتلة ترسلهم مباشرة حيث الخلود، إنهم يسعون لخصوصصة ما تبقى من القطاعات، يسعون إلى إثقال كاهل المغاربة بمزيد من المصاريف.
وتجدر الإشارة إلى أن تمرير أفكار خبيثة وكبيرة كهذه ليس من السهل تحقيقه في وقت وجيز ، والدولة بلا شك تعي صعوبة هذا الأمر لذلك تسير خطوة خطوة، مذكرة مذكرة نحو الهدف.
فالتعليم هو القطاع الأكثر حيوية، والأكثر كلفة للدولة، لذلك تسعى إلى تفويته للمدارس الخاصة، وكل هذه المذكرات أو تسمه هي إصلاحات وكذلك هذه الامتيازات والتسهيلات للمستثمرين في التعليم الخصوصي تنبئ بما قلنا وقيل قبلنا. فاللهم ألطف بهذا الوطن.