وجهة نظر
المعلم …كاد ان يكون…. نقيـرا!!!
المعلم الذي لا توفيه السطور حقه، ولا الكلمات مكانته السامية… هو ذلك الذى يحتـــرق ليظل نور العلم متوهجا ومنيرا، وهو شعلة العطاء ومشكاة الهدى التي تربى وتشحذ الهمم وترفع شـــأن المجتمع، إلى أعلى القمم…..المعلم هو المنتج الحقيقي للإنسان الفاعل ، الذي ينكر ذاتــــه ويزرع بذرة الفهم والإدراك في العقول، لتنمو أشجار المعرفة وتثمر خير ونماءً …وهو بحق شمس تشرق بالأمل على الوطن بالـــــغد الأفضل والمستقبل الأمثل بأجيال قد رسخت فيها القيم وتشربت أفئدتها العلم… و نسأل مــاذا قدمنا نحن لهذه القامة… المعلم المعطاء ؟من دفــاع وهو يعـانى الأمرين ظلم الحكــومات المتوالية، التي لم تنصفه يوما ، وإهمال الإعلام المكمم أو المنصرف بكليته إجبارا أو اختيارا عـــن قضيته…
لنقف عند أبيات من قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي عن المــعلم وهــو يقول :- قـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـــــادَ المعــلّمُ أن يكــــــونَ رســــــــــولا أعلمتَ أشــــرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفــــساً وعــــقولا سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معــــــلّمٍ علَّـــمتَ بالقـــــلمِ القــــرونَ الأولـــــى أخرجـتَ هـــــذا العقلَ من ظلماتهِ وهديتَهُ النــــــــورَ المبينَ سـبيلا إلى أن يقول رحمه الله :- يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَه بين الشموسِ وبين شــرقـــك حِــــيلا ذهبَ الذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم واستـــعذبوا فيها العـــــذاب وبيــلا في عالَـمٍ صحبَ الحيـاةَ مُقيّداً بالفردِ ، مخزوما بـه ، معــــلولا صرعتْهُ دنيـا المستبدّ كما هَوَتْ من ضربةِ الشمس الرؤوس ذهولا؛ ثم تعالوا معي لننظر عن كثب حال معلمنا السوداني المنسي ، خلف كواليس السياسة والمدفون في دهاليز الاقتصاد ،غير المدرج في قائمة الميزانيات العامة إلا على الهامش المنفى اجتماعيا نعم …هو… المــعلم السوداني بعيـــدا عن التهـــويل أو التأويل ولكــن الحقيقة المجــــردة دون زيادة أو نقصان أو تغير….فهو يعانى مع هذا الغلاء الفاحش الذي طال كل بيت سوداني، من راتب ضئيل جدا، لايغنى من الجوع ولايسمن من فاقة فاننى لا افترض ان متوسط دخل المعلم السودانى اكثر من 350جنيها سودانيا فقط او اقل فلنتخيل بان معلما رب اسرة ما تتكرم عليه الحكومة بهكذا راتب، لا يوصف الابانه هزيل جدا فكيف له ان يطعم اويسيقى اسرته ،ثم يريد ان يـــوفر لها مســــكن ما …هذا خلاف صف طويل اخر من الالتزامات المادية الاخرى من ملابس وكهرباء وماء وعلاج ….الخ فمن اين ياتى معلمنا المغلوب على امره بمال (معين) يكفيه او يقربه من معنى الكفاية ؟؟ فى ايام اصبحت المعاناة جزء من الانسان السودانى الذى توغل فيه شظــف العيش وتمكن منه الفقر…فكيف بمعلم غلبان لا يقبض رواتبه الابعد شهور طويلة، وقد يمتد انتطاره لراتبه الضئيل لمدة سنة كاملة ،فى بعض الاقاليم وهو عاجز، ولايبقى له الا قاب قوسين او ادنى ويمد يده متسولا ضاربا بكرامته عرض الحائط …. فمتى يطل علينا صباح فـــــأل وخير ينظر فيه للمعلم بعين الانصاف ،والاولوية وهو الذى حقيقة يستحق التكريم والتقدير والتبجيل..حتى لا تصبح مهنة المعلم مهنة طاردة منفرة اكثر مـــما هى عليه اليوم لانه ليس من المنـــطق ان نذر التعليم مهنة واهــية غيــر مرغــــوب فيــــها اجتماعيا… الا عند الضرورات القصـــوى… بحيث انه لن يلجــأ لمهنة المعلم الا مـــــن يحاصره الكفاف وترميه الى دائرة التعليم هذه الايام العجاف…
منقول للأمانة من موقع الجديدة
بقلم الأستاذ: منتصر نابلسى