بيان حقيقة حول ما صرح به الكاتب العام لنقابة التعليم العالي
مراسلة د.هشام صابر – أرفود
تابع الاتحاد العام الوطني لدكاترة المغرب بقلق شديد التصريحات الأخيرة للكاتب العام لنقابة التعليم العالي في برنامج ضيف الأولى على القناة الأولى المغربية يوم الثلاثاء 20 مارس 2018 حول الاختلالات التي تعرفها الجامعة المغربية، واستغرب من هذه التصريحات و المغالطات التي بات يكررها في كل منبر إعلامي كلما أتيحت له الفرصة مما أثار جدلا واسعا أمام الدكاترة الموظفين وطرح استفهاما عن الهدف الأساسي من هذه المغالطات التي تخص هذه الفئة من موظفي الدولة المغربية.
وتنويرا للرأي العام المغربي، وتصويبا للأخطاء التي تم الترويج لها، حرص الاتحاد العام الوطني للدكاترة على توضيح حقيقة هذه المغالطات على الشكل الآتي:
بناء على المعطيات الدقيقة، وعلى سجل الدكاترة الموظفين والوثائق القانونية التي يتوفر عليها الاتحاد فإن تصريح السيد الكاتب العام لنقابة التعليم العالي بأن: “معظم الدكاترة الذين يتم إلحاقهم بالجامعة يبلغون سن 57 أو 59 و أن إلحاقهم بالجامعة يكون دون فائدة” مجانب للصواب، و لا أساس له من الصحة إذ أن الإحصائيات الدقيقة التي قامت بها لجنة مكلفة تؤكد ما يلي :
– ان نسبة الدكاترة الذين تتراوح أعمارهم مابين (34 – 44) سنة هي % , 6489
– ان نسبة الدكاترة الذين تتراوح أعمارهم مابين ( 46 – 54) سنة هي % 6,66
– ان نسبة الدكاترة الذين تتراوح أعمارهم مابين ( 55 – 95) سنة هي % 3,70
كما يؤكد الاتحاد العام الوطني للدكاترة أن كل هؤلاء الدكاترة يتوفرون على مؤهلات علمية مرموقة على الصعيد الوطني والدولي ولهم تجربة مهنية غنية تستفيد الجامعة المغربية منها من خلال الحصص والدروس التي يقدمونها داخل الكليات والمعاهد كأساتذة عرضيين، أو رهن إشارة، كما يقومون بتأطير الطلبة في جميع الأسلاك بما فيهم طلبة الدكتوراه، وتقديم دروس نظرية، وتطبيقية ويساهمون في الأبحاث العلمية بشكل مباشر، كما أنهم يشاركون في الندوات العلمية الوطنية والملتقيات الدولية، ويمثلون المغرب في أرقى التظاهرات الوازنة على الصعيد الدولي، كما أن العديد منهم حاصل على جوائز مهمة في مناسبات عدة، كجائزة أحسن كتاب عربي، وجائزة التميز العلمي، وكذلك تسجيل براءات اختراع عديدة في تخصصات دقيقة، من فيزياء وكيمياء وعلوم. وفي ميدان التأليف هناك المئات من الكتب في مختلف التخصصات تشهد بكفاءات هؤلاء الدكاترة. ومنهم من يتوفر على أكثر من 20 كتاب، والعشرات من المقالات الوازنة المنشورة في أحسن البحوث العلمية وأجود المجلات العلمية المحكمة.
ان معظم دكاترة الوظيفة العمومية والمؤسسات العامة يتوفرون على جميع الشروط التي تؤهلهم لتبوء مكانتهم الحقيقية داخل منظومة الوظيفة العمومية، ولهم النضج العلمي الكبير، والممارسة العميقة في التدريس والبحث العلمي عكس التصريحات التي أدلى بها الكاتب العام لنقابة التعليم العالي والمجانبة للصواب والتي تنحرف عن الوقائع الحقيقية وباعتراف أساتذة جامعيين أنفسهم ومنظمات وطنية ودولية، ومراكز البحوث العلمية المعترف بها، والجامعات الدولية العريقة والمنصفة دوليا.
ان استفادة الجامعة المغربية من هذه الكفاءات الوطنية المتمرسة والمشهود لها، سيعطي انطلاقة حقيقية للنهوض بالتعليم العالي والبحث العلمي بالمغرب، وسيساهم في الرفع من جودة التعلمات والدفع بالجامعة المغربية لتتبوأ مراتب متقدمة على مستوى التصنيف العالمي، كما سيساهم في ترشيد النفاقات المالية بحكم أن المناصب موجودة ولا تتطلب أي اعتمادات إضافية، بل فقط تتطلب حسن استثمارها.
وفي الأخير يؤكد الاتحاد أن هذه السياقات جميعها تدق ناقوس الخطر، لما لها من تأثير سلبي على واقع البحث العلمي، وعلى الجامعة المغربية. وإذ يوضح الاتحاد ذلك، فإنه ينأى بنفسه الدخول في حسابات ضيقة وصراعات خفية، ونوايا غير معلن عنها، ويقدم الشكر الجزيل لكافة الدكاترة والأساتذة الجامعيين الممارسين الذين عبروا في اتصالاتهم للاتحاد بأن التصريحات الصادرة عن الكاتب العام لنقابة التعليم العالي تعنيه وحده، معبرين عن تضامنهم المطلق واللا مشروط مع إخوانهم دكاترة الوظيفة العمومية والمؤسسات العامة، مطالبين بالتسريع الفوري لتسوية ملفهم، كما أن الاتحاد حريص على الحفاظ على علاقته الطيبة بهيئة التدريس الجامعي التي تبدل مجهودات جبارة في الرفع من قيمة التعليم بالمغرب رغم الإكراهات الموجودة، وعلى رأسها الخصاص المهمول في الموارد البشرية الذي تعرفه مختلف المؤسسات الجامعية.