تعرف على حقيقة اللوحة الإلكترونية المخصصة للطلبة قبل شرائها
ويروم برنامج “لوحتي”، وفق لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، استهداف أكثر من مليوم و40 ألف طالب، بغاية تحسين جودة التعليم الجامعي في البلاد، ومعالجة إشكالية الانقطاع عن الدراسة والاكتظاظ، وذلك في سياق مخطط الوزارة لتجهيز الجامعات بشبكة الانترنت.
وبمجرد الإعلان عن برنامج “لوحتي” حتى تنامت الأصوات المنتقدة لهذه اللوحات جودة وسعرا، ومن ذلك ما كشفه مختصون في مجال المعلوميات، منهم أمين رغيب، بأن أسعار “طابليت” الداودي باهظة تفوق القدرة المالية للطالب المغربي، فضلا عن ضعف جودة تطبيقات هذه اللوحات.
وحذر رغيب، في تسجيل فيديو بثه على قناته في يوتوب، من مثالب هذه اللوحات التي تعتزم وزارة التعليم العالي بيعها للطلبة، بالنظر إلى أنها “ماركات” غير معروفة، ومصنعة بتكلفة منخفضة، ما يجعل منها لوحات إلكترونية بأداء تقني هزيل، علاوة على تحول البرنامج إلى مجرد “تبزنيس”.
وقابل العديد من الطلبة “طابليت” الداودي بغير قليل من الامتعاض، حيث لجئوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن سخريتهم من برنامج “لوحتي”، فعدا مشكلة السعر والجودة، قال الطلبة الغاضبون إن الأجدر بالوزارة أن تهتم بمشاكل النقل والإيواء التي يكتوي بها الطلبة كل سنة.
“طابليت” الداودي أثار ردود فعل النشطاء الحقوقيين أيضا، أحدهم هو عبد الإله الخضري، الذي ركز على أن هذه اللوحات تمس بحقوق الطلبة المغاربة في الحصول على لوحات إلكترونية لائقة بهم، من حيث الجودة، باعتبار أن “النماذج المطروحة لا توفر معلومات تقنية كافية”.
وأورد الناشط الحقوقي بأن الحديث عن توفر اللوحات الالكترونية على تثبيت للعشرات من التطبيقات المهمة، ينطوي على الاستخفاف بعقول الطلبة، حيث إن حاجيات الطلبة من التطبيقات تختلف من تخصص لآخر، فضلا عن أن الولوج إلى المعلومات عبر الانترنت تغني عن مثل هذه التطبيقات”.
وطالب الخضري وزير التعليم العالي بالتحقيق الدقيق والفني، بشكل شفاف ونزيه، حول مميزات العرض الذي تقدمت به المقاولات التي فازت بصفقة تزويد الطلبة بهذه اللوحات الالكترونية، واتخاذ ما يلزم في حالة تأكد ما يجري من انتقادات بين صفوف الطلبة” وفق تعبيره.
واستطرد المتحدث ذاته بأن الخشية من هذا البرنامج المعلن عنه أن تكون الصفقة التي أبرمتها وزارة التعليم العالي “امتدادا بشعا وفاسدا لأسلوب النهب والسرقة، التي اعتاد أباطرة الصفقات العمومية تمريرها، لتحقيق عائدات خيالية، على حساب أبناء الشعب البسطاء” بحسب قوله.
وكان الداودي قد رد على الانتقادات الموجهة إلى لوحاته الإلكترونية، باتهام “جهات معينة” تقف وراءها، لأسباب أو لأخرى”، موضحا في تصريحات سابقة لهسبريس، بأن “الشركات التي لم تستطع الانخراط في برنامج “لوحتي”، نظرا لأن بضاعتها غير صالحة، هي التي تقف وراء الانتقادات المنتشرة”.