المخدرات الرقمية وطريقة تعاطي هذا النوع العجيب من المخدرات تتطلب من المعاطي أن يجلس في مكان خافت الإضاءة ويطفئ أي أجهزة تعتبر مصدر للتشويش أو الإزعاج ويرتدي ملابس فضفاضة ويضع السماعات على أذنيه ثم يغمض عينيه ويشغل الملف الصوتي والجانب المخدر من هذه النغمات يكون عن تزويد طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية والفارق بينهم يكون ضئيل حيث يقدر بما يقرب من 30 هيرتز فقط ، ولذلك يجب أن تكون السماعة من بجودة عالية جدا ومن نوع ستاريو لتكون بدقة وتركيز عالي، والجدير بالذكر أنه كلما زاد الفرق بين بين طرفي السماعة زادت الدوز أو الجرعة المتعاطاه.
كما تتعدد وتختلف أنواع هذه المخدرات الرقمية واستخداماتها كالمخدرات العادية كما تحمل أسماء بحسب نوعية مفعولها كما أن هذا النوع من المخدرات قد تقدم عن سابقاته في أنه نجد من بين استخدامات هذه المخدرات الأسماء التالية “انقاص الوزن” ومسميات أخرى مثل “أبواب الجحيم” و”المتعة في السماء” كما أن المواقع التي المتخصصة في هذا النوع من المخدرات الإلكترونية تنشر خبرات وتجارب الأشخاص الذين تعاطوا هذه المخدرات وعن أنها لم تؤثر عليهم سلبا، وتعرض هذه المواقع منتجاتها المخدرة بأسعار تنافسية عكس المخدرات الأخرى مما يجعل هذه المخدرات في متناول الجميع حيث أن ثمن الجرعة الواحدة يتراوح ما بين 10 إلى 30 دولارا. وقد أثبتت بعض الدراسات التي قد اجريت على من تعاطوا هذه المخدرات أن خطورتها وتأثيرها على المخ والتفاعلات الكيميائية والحالة العصبية والنفسية للمتعاطي يعادل التأثير التي تحدثه المخدرات التقليدية ومن المؤسف أن خلو هذا النوع من المخدرات من أي مواد كيميائية يشجع المدمنين الجدد على تعاطيها ظنا منهم وكم يروج الموقع الذي ينشر هذه المخدرات أنها لا تؤثر سلبيا على صحتهم. في حين أن خطورتها لا تقل عن خطورة المخدرات التقليدية وتعاطيها يتسبب في نقل المتعاطي إلى اللاوعي ويفقد على إثرها توازنه الجسدي والنفسي. وكما هو واضح فالمخدرات الرقمية تنتشر يوما بعد يوم وتتغلغل في بلادنا العربية ويزيد كل يوم عدد المتعاطين لهذا النوع الشيطاني من المخدرات ولذلك فنحن نهيب بالشباب ولكل من يهمه الأمر بأن يأخذون الموضوع على محمل الجد ولا يلقون بأنفسهم إلى التهلكة وأن يبتعدوا تماما عن هذه المخدرات وألا يستمعوا لأي نوع غريب من الملفات الصوتية حتى يتثبتوا من أنها ليست مخدرات، كما يجب على كل أب وأم أن يوعوا أبنائهم وأن يراقبوا تواجدهم على الانترنت لأنه ما أسهل الحصول على هذا النوع من المخدرات وما أسهل وصولها غلى فئة المراهقين خصوصا من الشباب وما أسهل وصولها وإمانها لمن لم يعرفها ولا يتوقع أن الموسيقى التي يستمع إليها ما هي إلا جرعة من المخدرات تسري إلى بدنه.
ومن أهم الأشياء التي تدعو إلى الدهشة والتعجب أن مواقع الإدمان الإلكتروني هذه تنصح بشراء كتاب توجيهات عبارة عن 40 صفحة يتضمن حميع المعلومات عن هذا المخدر وعن طريقة تعاطيه. كما يمكن استخدام هذه المخدرات الصوتية عن طريق تالعديد من طبيقات الكمبيوتر والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، والمخدرات الرقمية مبنية على تقنية قديمة ابتكرها العالم الألماني هنري دوف وهي تقنية “النقر بالأذنين” كما أنه على الحكومات تشديد الرقابة على هذه المواقع والوصول إليها وحجبها عن البلاد كي نمنع هذا الخطر الداهم قبل أن يصل إلى شبابنا ويفتك بهم ويضعفهم حيث أن الشباب هم عتد وعتاد الأمة والمحافظة عليهم هي التي تضمن لنا المحافظة على حاضر ومستقبل الأمة.