تقرير الندوة علمية “التربية البيئية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة” بالجرف
مراسلة: ذ. الصادقي العماري الصديق
نظمت مجلة كراسات تربوية ندوة علمية بعنوان: التربية البيئية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة. بشراكة مع جمعية مهرجان الخطارات-الجرف وبتنسيق مع مركز دراسة وتنمية المجالات الواحية والصحراوية بالجرف، في إطار الأيام العلمية للمهرجان. بمقر الجماعة الترابية فزنا الجرف إقليم الرشيدية اليوم الخميس 28/04/2016.
وقد شارك في هذه الندوة ثلة من الأساتذة والطلبة الباحثين والدكاترة من مختلف مناطق المملكة المغربية أمثال المفتش التربوي محمد حافظي و الدكتور عبد الرزاق السعيدي من مدينة مكناس والطالب الباحث في سلك الدكتوراة امحرزي حسن تخصص الجغرافيا و الأستاذان عماري عبد الخالق و حسن امراني رئيس مركز دراسة وتنمية المجالات الواحية والصحراوية بحضور الباحث الأنثروبولوجي الحسن ايت الفقيه و المسؤول الحقوقي حميد الخال، وتكون الحضور من أساتذة و أباء و مسؤولي المؤسسات الحيوية بمنطقة الجرف، كما تميزت الندوة بحضور ثلة من التلاميذ المهتمين على اعتبار موضوع الندوة يهم موضوعات المحتويات الدراسية.
افتتحت الندوة بكلمة مدير ورئيس تحرير مجلة كراسات تربوية الأستاذ الصديق الصادقي العماري الذي شكر السادة الأساتذة والطلبة والدكاترة والحضور الكريم، كما عمل على استهلال مداخلته بذكر السياق العام للندوة واهتمامات المجلة بالموضوع من داخل الإطار التربوي الأكاديمي و ذكر بالمحاور الرئيسية للجلسات.
انطلقت الجلسة الأولى للندوة في محور: التربية البيئية ضمن منظومة القيم من التنظير إلى التطبيق، بمداخلة المفتش التربوي محمد حافظي حول موضوع: المدرسة الإيكولوجية وعلاقتها بالتربية على القيم. وقد ركز الأستاذ على مفهوم المدرسة الإيكولوجية و أهم مجالاتها، وعلى المتدخلين الأساسيين فيها، ثم على أهم القيم البيئية التي يمكن لهذه المؤسسة أن تضطلع بها من أجل تحقيق أهدافها الرئيسية ليخلص في الأخير إلى الاستراتيجية المناسبة للعمل من داخلها.
أما المحور الثاني من الجلسة الأولى حول موضوع: المؤسسة التعليمية شريك أساسي في تنمية و حماية الواحة: ثانوية معركة البطحاء الاعدادية نموذجا. الذي كان من إنجاز الأستاذ عماري عبد الخالق وهو مدير اعدادية معركة البطحاء الإعدادية، استعرض من خلالها تجربة المؤسسة التي تعد النموذجية على مستوى الجهة، حيث بدأ بعرض شريط فيديو يوضح فيه الوضعية الأولى التي كانت تتخبط فيها المؤسسة في غياب تام للسور والتجهيزات المادية وكونها تتواجد في موقع يتعرض للرياح والعاصفة باستمرار مما يحول دون قيام السادة الأساتذة بوظيفتهم والإدارة بعملها. ثم عمل على عرض الإمكانات البسيطة ونوع الشركاء التي انفتحت عليهم هذه المؤسسة و الوسائل التي اشتغلوا بها من أجل تأهيل المؤسسة حتى أصبحت جنة خضراء، تستقطب الزوار الأكاديميين من وزراء و أكاديميين من مختلف القطاعات.
وفي مداخلة ثالثة من نفس الجلسة تطرق الأستاذ حسن أمراني لموضوع: الخطارة بمنطقة الجرف بين الماضي والحاضر و آفاق المستقبل. تطرق من خلالها إلى أماكن تواجد الخطارات على المستوى الدولي والوطني والإقليمي. وقد استعرض صور للخطارة كما كانت في القديم وتاريخ تواجدها بمنطقة الجرف وطريقة اشتغالها التقليدية، ليمر إلى الوضعية التي عليها الآن و المشاكل التي تعوق استعمالها وتوظيفها، ليخلص في الأخير إلى الاستراتيجيات الممكنة لإعادة الاعتبار لهذا الموروث الطبيعي الثقافي للمنطقة من قبيل اقتراح تطويرها وتأهيلها عبر عملية التقطير.
والجلسة الثانية حول محور: دور الموارد البيئية في تشجيع السياحة الايكولوجية بمنطقة الواحات. التي توزعت على موضوعين أساسيين:
الأول حول: الإنسان والمجال بواحة الجرف تافيلالت: نماذج تاريخية لتدبير المشهد الواحي، من تقديم الدكتور عبد الرزاق السعيدي، الذي عمل على جرد مختلف الأنشطة الطبيعية التي يزاولها الإنسان بمنطقة الجرف والتي تشكل عمله اليومي، كما تطرق إلى مختلف المجالات الحيوية ضمن العمل بالواحات، و عمل توضيح العلاقة التفاعلية بين الإنسان والواحة كموروث له أهميته، لينتقل إلى ذكر مجموعة من النماذج الحية التي تعكس التنظيم المحكم للعمل وفق مجموعة من القوانين والتنظيمات المهيكلة بإتقان، والتي تبرز مهارة وكفاءة الأجداد. ثم خلص إلى التأكيد على ضرورة إعطاء التراث والموروث المحلي القيمة التي يستحقها من خلال استخراجه التعريف به لاستثماره وهذا الأمر يقع على عاتق الباحث وخاصة أبناء المنطقة.
والثاني حول موضوع: الموارد الترابية بواحات تافيلالت خيار استراتيجي لاستدامة السياحة البيئية، للطالب الباحث في سلك الدكتوراة، تخصص شعبة الجغرافيا، امحرزي الحسن، الذي انطلق من جرد مختلف المنشآت الآثارية التي تزخر بها المنطقة والتي تعبر عن هويتها ومكانتها كواحات سياحية ترسم معالم واحات تافيلالت الكبرى، وقد أكد الطالب الباحث على الأهمية البالغة التي تحضى بها من أجل استقطاب السياح الأجانب خاصة، ومن أجل إحياء التراث القديم الذي تعب من أجله أجدادنا. أكد الطالب المقتدر كذلك على ضرورة وضع خرطة في مدخل منطقة الجرف لكي تبين لكل الزوار المناطق السياحية بالمنطقة تساعدهم على الوصول إليها من أجل اكتشاف مكوناتها و مآثرها وربما القيام بأبحاث ودراسات تعرف بالموارد الطبيعية للمنطقة مثل برج فزنا والمتاحف الأخرى.
وفي الأخير فتح باب المناقشة أمام الحضور الكريم، حيث أثيرت إشكالات تتعلق باستغلال المياه وتوظيف الإمكانيات المتاحة لترشيد استعماله، وأخرى مرتبطة بالطقوس والعادات المحلية، وأكدت جل المداخلات على ضرورة الاهتمام بالمجال البيئي من مختلف الجوانب على اعتبار أنه مجال يساهم في الحفاظ على حياة الإنسان فوق الأرض. وهذا الاهتمام يقع على عاتق الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام……… وكذا السلطات المختصة لصياغة مشاريع مهمة تستهدف التحسيس و التأطير و التكوين في مختلف مكونات البيئة.
وقد قام الأساتذة المؤطرين للندوة العلمية بزيارة خاصة لإعدادية معركة البطحاء الإعدادية بجماعة فزنا إقليم الرشيدية والتي كانت موضوع مداخلة مديرها الأستاذ عماري عبد الخالق، حيث اطلع الجميع على المؤسسة وفضاءاتها الخضراء وطريقة اشتغالها والقوانين المنظمة للتلاميذ والأساتذة العاملين.
التوصيات:
1.التربية البيئية هي عملية تعلم تهدف إلى زيادة معرفة الناس ووعيهم حول البيئة والتحديات المرتبطة بها.
2.التربية البيئية تسهم في تطوير المهارات والخبرات اللازمة لمواجهة التحديات وتعزز المواقف والدوافع والالتزامات على اتخاذ قرارات مستنيرة واتخاذ إجراءات مسؤولة.
3.المدرسة الإيكولوجية توجه جديد للتأهيل و التطوير وغرس القيم البيئية، لكن في حاجة إلى تفعيل.
4.المؤسسة التعليمية النموذجية الخضراء تشكل فضاء رحبا للتعلم و واستقطاب التلاميذ من أجل مواجهة معضلة الهدر والفشل الدراسي والمدرسي.
5.تعد الخطارة من الرموز الحقيقية لمنطقة الجرف و النواحي.
6.الخطارة كموروث ثقافي طبيعي يعكس العمل المبدع والمتقن لتقنين عملية استغلال المياه بشكل متكافئ ومتوازن.
7.ضرورة تطوير استعمال الخطارات بطرق و أساليب حديثة بشكل يحافظ على هويتها الواحية.
8.العلاقة التأثيرية التأثرية بين الإنسان والمجال الواحي بمنطقة الجرف مستمرة ونابعة من التعايش الإيجابي الذي قاطرته الحصول على الماء.
9.المخزون الطبيعي الثقافي لمنطقة الجرف يعد قطب سياحي غني بإمكانه استقطاب السياح من مختلف مناطق العالم.
10.التأكيد على ضرورة استخراج الموروث الثقافي لمنطقة الجرف وتشجيعه واستغلاله بشكل عصري حتى يستجيب أكثر لمتطلبات السياح.
11.التأكيد على ضرورة القيام بأبحاث ودراسات بمنطقة الجرف لكي تدخل في مؤسسات البحث العلمي والجامعات.