تقرير حول ندوة تلامذية في موضوع العنف المدرسي بثانوية المسيرة التأهيلية زاكورة
تقرير: الأستاذ بحفيظ فريخ
وعيا منا بأهمية المدرسة في حياة المتعلم، نظم النادي الثقافي بثانوية المسيرة التأهيلية، عرضا حول ظاهرة ” العنف في الوسط المدرسي”. وذلك مساء يوم السبت 17 مارس 2017 ابتداءا من الساعة الثالثة بعد الزوال، برحاب المؤسسة. إذ تم التعريف بالعنف كظاهرة اجتماعية منتشرة وحاضرة في كل مكان. باعتباره إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي بالفرد والجماعة. كما يحيل على الاستعمال غير المشروع أو على الأقل غير القانوني للقوة. دون إغفال الحديث عن أشكاله المتعددة، حيث أنه لا يمكن حصره في الضرر المادي وما يصاحبه من ضرب وجرح…، وإنما يتعدى ذلك إلى عنف رمزي خفي يمارس عن طريق قنوات متعددة، كالأسرة والمدرسة والإعلام….؛ أما المدرسة فهي مؤسسة اصطنعها المجتمع إلى جانب الأسرة لنقل الحضارة ونشر الثقافة وتوجيه الأبناء الوجهة الاجتماعية الصحيحة، كي يكتسبوا من العادات الفكرية والعاطفية والاجتماعية التربوية التي لا تساعدهم على التكيف مع المحيط الاجتماعي فقط، بل تمكنهم من الاندماج في الحياة الاجتماعية بموجب التحلي بالنظم القانونية والأخلاق المعيارية السائدة في المجتمع. وبذلك فالعنف المدرسي يكون محصورا في الحقل التربوي بين التلاميذ فيما بينهم، أو في علاقتهم بالمدرس، أو بالأطر الإدارية، ويخلق نوعا من اللاتوازن بين هذه القوى المتفاعلة فيما بينها مما يؤثر سلبا على السير العادي للعملية التعليمية التعلمية. وجدير بالإشارة، أن للعنف أسباب متنوعة تتوزع بين ما يعود إلى المدرسة ذاتها؛ كالاكتظاظ داخل الفصول الدراسية؛ النقص في المرافق الصحية؛ اقتصار الحصص على المواد العلمية والتعليمية؛ خلو بعض المؤسسات التربوية من النوادي ومن ثمة غياب الأنشطة الموازية…وأسباب أخرى قد ترتبط بالتنشئة الأسرية نذكر على سبيل المثال، تخلي بعض الأسر عن وظائفها كالتربية، التعامل بطرق تتخذ من الاستبداد والعنف منطلقا ومبدأ لها، غياب الحوار والنقاش الفعال القائم على مقارعة الحجة بالحجة، الحرمان والجفاف العاطفي الذي يعاني منه بعض الأسر؛ القهر والإحباط. الرفقة السيئة، ناهيك عن الانتشار الواسع لوسائل الإعلام، الأمر الذي يؤدي إلى تمركز الفرد حول ذاته، وعيشه نوعا من العزلة. هكذا تخلق ظاهرة العنف المدرسي أثار سلبية يمكننا إجمالها في مجالين:
– مجال تعليمي: يتجسد في تدني التحصيل الدراسي؛ الهدر المدرسي؛ الشعور بالحقد والكراهية اتجاه المدرسة …
– مجال نفسي وسلوكي: يتمثل في ميل الأطراف إلى ممارسة العنف والعنف المضاد؛ الشعور بالخوف والخجل، اللجوء إلى بعض الحيل اللاشعورية مثل الإفراط في الضجيج؛ عدم الرغبة في مواصلة التمدرس…
وللحد من الظاهرة، فقد ارتأى التلاميذ اقتراح جملة من الحلول، تكمن في ضرورة تظافر الجهود بين مختلف الفاعلين من تلاميذ، أساتذة،أطر إدارية والوزارة الوصية على القطاع؛ الحد من أساليب التربية الخاطئة؛ التحلي بروح الحوار والنقاش، والتشجيع على حرية التعبير؛ الانفتاح على مجالات اهتمام التلاميذ وجعلهم مصدرا للمعرفة؛ ضمان الأمن المدرسي و حماية محيط المدرسة ؛ وضع قوانين صارمة وتطبيقها على كل من سولت له نفسه ممارسة العنف في الحرم المدرسي. وتخلل العرض مجموعة من القراءات الشعرية والزجلية من طرف تلاميذ المؤسسة، علاوة على عرض مسرحية للتوعية بمخاطر العنف المدرسي؛ إضافة إلى مداخلات السادة الأساتذة والتلاميذ حيث تم الإجماع على ضرورة التحلي بروح المسؤولية؛ والتشجيع على القيم الإنسانية كالتسامح والتآخي والتآزر وتحقيق إنسانية الإنسان باعتباره عضوا داخل حياة المجموعة الاجتماعية.