حدود مسؤولية رجل التعليم في فشل المنظومة التربوية
مراسلة : ادريس مهيم
تزامنا مع الدخول المدرسي والاحتفالات باليوم العالمي للمدرس الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل سنة، أبى السيد رئيس الحكومة الا أن يهنئ نساء و رجال التعليم بطريقته الخاصة حيث قال “كل المحاولات لحد الان فشلت في اصلاح التعليم ،محد المعلم و الأستاذ و المدير و المفتش و المعيد و منعرف شكون ،محدهم ماداروش بالهم لهاد الهم راه ما غاديش يتصلح التعليم “، وبالتالي فهو يحمل مسؤولية فشل المنظومة التعليمية برمتها لكل رجال و نساء التعليم و يصور الأسرة التعليمية عصابة اجرامية منظمة تحول دون تقدم المنظومة ،وقطع الشك باليقين بأن المعلم لا يحمل هم الاصلاح ،نعم نحن لا ننكر أن المدرس له نصيب من المسؤولية في هذا الوضع الذي تعيشه المنظومة التربوية و يرجع ذلك الى كون أغلب المدرسين لم يدخلوا هذه المهنة عن حب ووعي بل دخلوها مكرهين بعد أن أغلقت أمامهم الأبواب وهنا يطرح السؤال الجوهري :هل كل معطل يصلح لمهن التربية و التكوين ؟ كما أن غياب الضمير المهني لدى بعض رجال التعليم من أساتذة و اداريين و مفتشين وغيرهم كذلك له نصيب في استفحال الظاهرة علاوة على غياب المراقبة و التأطير ،اذ نجد تقويم الادارة التربوية يمر بشكل الي دون مراقبة الأداء المعرفي و البيداغوجي للأستاذ ،وضعف التكوين و الكفاءة لدى فئة من المدرسين حتى لا أعمم ،الا أن ذلك راجع بالا ساس الى ضعف التكوين الأساس (سنة واحدة) ،وضخ عشرات الالاف من الأساتذة في مختلف الأسلاك التعليمية بدون تكوين عن طريق التوظيف المباشر الا أن هذا لا يعطي الحق لصاحب ثاني سلطة في البلاد لتسليط لسانه على هذه الفئة المزاولة في أرض الواقع اذ نسائل السيد رئيس الحكومة و قبله الوزير الوصي على القطاع : هل الأستاذ هو المسؤول عن فشل تنزيل البرنامج الاستعجالي؟ هل الأستاذ سيدي المحترم هو المسؤول عن وضع السياسات التربوية أم منفذ لهذه السياسات؟ هل الأستاذ هو المسؤول عن الاختلاسات التي عرفها البرنامج الاستعجالي (30 مليار) ؟هل الاستاذ هو المسؤول عن فشل بيداغوجيا الادماج؟ هل الأستاذ هو المسؤول عن الاكتظاظ و الأقسام المشتركة؟ هل الأستاذ هو المسؤول عن غياب المعدات الديداكتيكية بالمؤسسات التعليمية؟
هل الأستاذ هو المسؤول عن ضعف جودة الكتاب المدرسي؟ هل الأستاذ هو المسؤول عن التوظيف المباشر لعشرات الالاف من الأساتذة بدون تكوين؟ هل الأستاذ هو المسؤول عن تجميد التكوين المستمر لسنوات خلت؟
هل الأستاذ هو المسؤول عن عدم متابعة الأساتذة لدراستهم الجامعية كرافعة من رافعات التكوين المستمر؟
من خلال الاجابة عن هذه الأسئلة وغيرها يتضح أن رئيس الحكومة و من موقع مسؤوليته يستهتر بهذه الفئة المزاولة على أرض الواقع ويتستر عن المشرفين المركزيين و قدمهم على انهم أناس يقدمون التضحيات و لا يجدون التجاوب الكافي من طرف الأساتذة الذين يأخذون و لا يعطون ، ويهددون بالإضراب كلما طلب منهم الالتزام بأداء الواجب .
ان غياب الارادة السياسية لدى السلطات الوصية على القطاع و كافة الفرقاء و الشركاء في النهوض بهذه المنظومة التربوية و بأوضاع رجال ونساء التعليم المعنوية و المادية هو السبب الرئيسي وراء استفحال الداء .
وأغرب ما استغربته هو تزامن هذه التصريحات مع تنزيل الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المدرسة المغربية(2015/2030)،وشروع الوزارة في تنزيل التدابير ذات الأولوية التي جعلت نجاحها رهين بالرفع من جودة الفاعلين التربويين و على رأسهم الأستاذ ،فكيف يعول على نجاحها من طرف من بخس حقهم ودمرت نفسياتهم و تدهورت أوضاعهم المادية و المعنوية ،كان حريا برئيس الحكومة أن يرفع من معنويات الأساتذة و يعترف بمجهوداتهم و يذكرهم بالرسالة النبيلة التي يحملونها على أعناقهم لمحاربة الجهل و اعداد أجيال من المواطنين الصالحين ،لأن النسان بصفة عامة ،يحتاج الى التقدير و الاحترام ليزيد من العطاء ،و في انتظار تقديم اعتذار رسمي للأسرة التعليمية ،ندعو كل رجال و نساء التعليم الى مزيد من العطاء و تبليغ الرسالة النبيلة بكل أمانة و اخلاص حبا لهذا الوطن ،فتحية لكل أستاذ ومعلم و مدير ومفتش ومعيد و معرفتش شكون .