التاريخ الثانية باك

سقوط الإمبراطورية العثمانية و توغل الاستعمار بالمشرق العربي

سقوط الإمبراطورية العثمانية و توغل الاستعمار بالمشرق العربي

مقدمة:ساهمت عوامل مختلفة في سقوط الإمبراطورية العثمانية ونتج عن توقيع العثمانيين لمعاهدة سيفر تخليهم عن مناطق عديدة.فما السياق التاريخي لسقوط الإمبراطورية العثمانية؟وما نتائج هذا لانهيار على وضعية المشرق العربي؟I- انهيار الإمبراطورية العثمانية وسياقه التاريخي:
1) الأسباب لانهيار الإمبراطورية العثمانية :
– الأسباب الداخلية:•سياسيا:فشل الإصلاحات التي تمت في ق19،ظهور معارضة قوية قادتها جمعية الإتحاد والترقي،تزايد الاضطرابات الداخلية وحركات الانفصال،ضعف دور السلاطين،تفشي الفساد الإداري(الرشوة،المحسوبية).•اقتصاديا:ارتفاع ديون الإمبراطورية،وضع مالية الإمبراطورية تحت الرقابة الأوربية،عجز عن استخلاص الضرائب واللجوء إلى نظام الالتزام.•عسكريا:ضعف الجيش العثماني،تعدد جبهات القتال.– الأسباب الخارجية:•توالي الهزائم أمام النمسا(موقعة موهاكس1687)و(موقعة زينتا1697)،وأمامروسيا1794-1812-1828،وتوقيع معاهدات تخلت بموجبها الإمبراطورية العثمانية لصالح النمسا وروسيا.•حدوث تحالف أوربي استهدف القضاء على الإمبراطورية العثمانية.•إثقال كاهل الإمبراطورية بالديون.•إبرام معاهدات تجارية غير متكافئة.•تشجيع الحمايات القنصلية.•التدخل الأوربي في شؤون الباب العالي.•المساومات بين الدول المتنافسة(المسألة الشرقية).•التغلغل الديني والثقافي بإرسال بعثات تبشيرية وإحداث مدارس ومستشفيات.2) ظرفية الحرب العالمية I وسقوط الإمبراطورية العثمانية :
– ساهمت سياسة التتريك التي نهجتها الدولة العثمانية في خلق تباعد بين الأتراك وجميع الشعوب من بينهم العرب،ولجأ حكام تركيا الفتاة الذين وصلوا إلى السلطة بعد القضاء على السلطان عبد الحميد الثاني إلى سياسة القمع،وباندلاع الحرب العالمية 
I تحالف العثمانيون مع دول المركز(ألمانيا،إيطاليا،النمسا-المجر)،في حين استمال البريطانيون العرب وتم استخدام الشريف الحسين بن علي(أمير مكة والحجاز) للثورة على الأتراك،حيث قاد الشريف الحسين الثورة العربية(بدعم بريطاني)التي أخرجت الأتراك من الحجاز والعراق وبلاد الشام.
– بعد نهاية الحرب العالمية 
I فرضت الدول المنتصرة(الوفاق)على العثمانيين توقيع معاهدة مودروس1918ثم معاهدة سيفر1920،وتخلت الإمبراطورية العثمانية عن مناطق من ترابها،وأقرت حرية الملاحة في مضيقي البوسفور والدردنيل،ومنحت امتيازات عديدة للأوروبيين.II- التطور العام في المشرق العربي عقب سقوط الإمبراطورية العثمانية:
1) الانتداب بالمشرق العربي:
– في
24أبريل1920انعقد مؤتمر الصلح في سان ريمو،وتم الاتفاق على تنظيم شؤون الانتداب،ويقصد بالانتداب سماح عصبة الأمم إشراف مؤقت للدولة المنتدبة على منطقة معينة وينتهي ذلك بتحقيق الاستقلال.وفرض الانتداب البريطاني بالعراق والأردن وفلسطين والانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان.2) آليات توطيد النفوذ الاستعماري بالمشرق العربي في ظل نظام الانتداب:
– الآليات السياسية والإدارية:
•إنجلترا:خلق كيانات سياسية تابعة للتاج البريطاني،تعيين أبناء الشريف الحسين بن علي ملوكا على بعض المناطق العربية(فيصل على العراق وعبد الله على الأردن).
•فرنسا:نهج حكم مباشر،تقسيم المنطقة إلى لبنان وسوريا الكبرى التي تضم دولة العلويين والدروز وحلب ودمشق.
– الآليات الاقتصادية:
•ماليا:إحداث عملات جديدة،إنشاء أبناك لتمويل الأشغال العمومية والصناعة والزراعة،الرفع من قيمة الضرائب، لخدمة مصالح المعمرين.
•فلاحيا:فرض قانون التسجيل العقاري،تشجيع الاستيطان،تشجيع الزراعة الرأسمالية.
•صناعيا:إصدار قوانين لتشجيع الصناعة الخفيفة،منح امتيازات لشركات أجنبية للتنقيب عن المعادن.ونتج عن ذلك تراجع الصناعة التقليدية وانتشار البطالة.
•تجاريا:احتكار النشاط التجاري.ونتج عن ذلك حدوث عجز دائم في الميزان التجاري.
خاتمة:انهارت الإمبراطورية العثمانية لأسباب داخلية وخارجية وفرض عليها بعد الحرب العالمية I معاهدات قاسية خلقت وضعية سياسية جديدة لمنطقة المشرق العربي.

مواضيع مشابهة

Back to top button