مستجدات التعليم بالمغرب وجهة نظر

سيكولوجية اللاعب رقم 12


ابن حمو سعيد 
( أستاذ باحث – الديداكتيك / اللسانيات
–الادب الفرنسي )
 
                    



 سيكولوجيةاللاعب
رقم 12

لن تستطيع أعتى  النقابات , الاحزاب أو الجمعيات ذات الصيت العالمي أن تجمع و تهيج عدد كبير
من الجماهير قد يناهز 50 ألف متفرج كل أسبوع و لو أغرتهم بالمال و البنون
لكن لعبة الفقراء ( كرة القدم) لعبة الشعب , تحت مظلة الفرق , بالألوان المتعددة اظافة إلى الجمعيات المنخرطة
( الالترات ) فلحت في الرهان
.
,عدد كبير من الناس و من كل الفئات العمرية أو  الطبقية للسلم الاجتماعي  تتناسى أحوال الطقس , الأحوال الشخصية ,
الوطنية و الدولية …تنسلخ تماما من الأدوار المنوطة بها لتلبس لباس الرياضي
المتفاني حتى النخاع ..بل أحيانا إلى درجة التعصب المعقول  والغير معقول  منطقيا …لا لشيء سوى التواجد بإطار زمكاني
للمستطيل الأخضر و ما يدور بالمدرجات و كواليس الدخول و الخروج من مرتع الفرجة .
بقلم المتفرج البريء و الأستاذ الراصد للظاهرة الاجتماعية بنفحة نقدية سأطرح للقارئ و المتتبع الرياضي هده
النقط و هي ليست تحليل بقدر ماهي إضاءة .
ما الهدف من الفرجة 
؟   سيكولوجية المتفرج المغربي / الأخطاء المتكررة
الفرجة
الفرجة ذات بدور فنية مقتبسة من فن الحلقة المسرح , السيرك اليوناني أو الروماني حيث يدور حوار بين صانعي الفرجة و
الجمهور و الهدف الأسمى المتعة و الخروج بمغزى تعلمي….دعونا الآن  نتحدث عن
 الفرجة الكروية  آي اللاعبون و إرهاصات
الجمهور المتوافد على المكان من كل الأحياء و المدن بالتراب الجغرافي للمملكة
حالما و متسائلا كل أسبوع
 !!!!!!!؟؟؟؟
-هل هناك عرض جديد سيشفي غليل المتعطش للعبة ؟؟ – هل
هناك تطور؟؟  – كيف سيستطيع الفريق تجاوز
الفارق للصعود إلى قمة سبورة الترتيب ؟؟..هل سنشاهد منظومة تكتيكية مخالفة للأسبوع
الفارط  ؟….كثيرة هي الأسئلة التي تدور
في مخيلة كل متفرج بتقاسم العرض المباشر فوق الرقعة ….و لا بديل إلا التشجيع و انتظار…المعادلات
الثلاث الانتصار التعادل ..و هل سيهضم الهزيمة و تقبلها ؟؟؟….إنها لحظات وجدانية
يغوص المتفرج بعواطفه مع الآخرين لتحقيق المتعة من خلال العرض المقترح و المؤدى
عنه مسبقا بالانخراط أو بشراء التذكرة  .
سيكولوجية المتفرج
مما لاشك فيه أن الجمهور لعب و مازال سيلعب أدوارا هامة
كمعادلة  اللاعب رقم 12 داخل الملعب في حسم
النتيجة بتشجيعه و مناصرته للفريق المحلي الإقليمي أو الوطني .
بالمغرب تتباين سيكولوجية المتفرج الخبير, المتمرس
الشغوف باللعبة أو الهاوي بالتفنن و التمييز بين الخطأ و الصواب  ,نظرا لخبرته المتراكمة عبر عدد المباريات التي
حضرها و تقاسم أطوارها مع المحبين للفريق بين أهات الحسرة ..أهازيج الفرحة …و
الكلمات النابية المعبرة عن الاحتجاج في ضل تفريغ عن ما يخالجه تجاه سياسة أو
تسيير للمكتب المسير و صولا إلى …الحكرة, الظلم ,  الاستبداد لولوج مجالات تطل على  حقيبة ميثاق 
الحق و الواجب .
الملاحظ تلقائيا من خلال المدرجات الفئوية ( مركب محمد
الخامس – نمودجا
 stade d’honneur  (؟؟؟؟؟  المنصة / 
جوانب المنصة  / فريميجة المكانة   ؟؟؟؟ سذاجة و سرعة التصديق للخبر تفوق سرعة
TGV  من قبيل فئة عمرية ( القاصر
ون )
 لما يتم تداوله من معطيات و أخبار قبل بداية
العرض و هنا اخص بالذكر رواد المكانة
lmagana و فريميجة frymija  فهم تارة
مدافعون و تارة مهاجمون لوابل من الأفكار و المعتقدات الرياضية التي يتم شحنها من
قبيل ثلة من الأشخاص ..لهم إغراض أخرى غير الرياضة , من قبيل الجمع العام
…انتخابات  المكتب المسير …الخ
هده الفئة تقوم بأمور خطيرة و غير متوقعة يصعب منعها
بالمقاربة الأمنية  , هؤلاء القارصون و
بحكم الأغلبية التي تتعاطى بإدمان حبوب الهلوسة 
, أعشاب مخدرة تدخن خلسة و أحيانا جهرا 
, ناهيك عن المشروبات المخبئة بتقنيات يستحيل أن يفطن لها الإنسان العادي ,
يتم إقحام عقولهم  لدقائق ليست بالهينة (
90د / أحيانا 120د ) وراء رجل أو ثلة من الرجال خولت لهم أمور التشجيع الايجابي و
السلبي , يجدون أنفسهم في دوامة العبودية اللامباشرة و الغير مرئية إلى أن ينجلي
الظلام و يخلدون إلى النوم متناسين دلك الحدث
  .. . أو المباراة إن  شاهدوها ..؟؟؟.
عند سؤالي لبعض رواد جنيات المكانة التي لن يستطيع الإنسان
العادي الجلوس و لو ل10دقائق لأخد صورة تذكارية لذلك المدرج  ,عن شعورهم و إحساسهم بضياع ربع توقيت المباراة
كل أسبوع وهم يتابعون أطوار مباراة أخرى أمامهم من شجار و ملاسنات بين المناصرين
لنفس الفريق كان جوابهم  , أمر عادي ألفناه
و أصبحت عادة لا محيد عنها  ؟؟؟؟
سوف يفاجأ القارئ إن علم أن هدا القاصر يدفع ثمن التذكرة
ب150 درهم دون احتساب ما يستهلك , و هو استهلاك دو جودة , فزمن ( الطون و لحرور –
الرايب و الكاليط ) قد ولى , زمن (
(tacos
–panini –chawarma – fruit de mers …  .
دون احتساب المكسرات التي يتزود بها داخل الملعب , و إن تحدتنا عن
متابعته و مناصرته لفريقه بخارج الديار , فلكم بعملية حسابية بسيطة (
قطار+فندق…أو شقة مفروشة لثلة من الأصدقاء+ مأكل + شراب…..+ ترفيه ) قد تصل إلى
1200 درهم  , انتعاشة اقتصادية محلية ,
متنقلة .و..متجددة من فئة لا نعلم من أين لها بهده السيولة ؟؟؟…أتحدث عن القاصر
.أماالموظف أو الحرفي …أو …الخ ..قد ..يبرمج لمشاهدة العرض المسرحي أو الكروي
..بشرائه لتذكرة ثلاث أيام قبل العرض …أما القاصر المستهلك بدون حدود فلا يكترث
لثمن التذكرة مهما وصل سقفها  …و لا يكبح
رغباته و نزواته المشينة داخل الملعب …
لماذا الجمهور الأوروبي أصبح الآن متخلقا , أقول الآن بحيث
هو الآخر لم يسلم من أطوار الشغب المشينة بل و الدموية و ظاهرة الهوليجنز مثال
صارخ .
في القارة العجوز ( أوروبا ) استطاعت الدول مع باقي المتدخلين,
الاجتماعي+ المختص السيكولوجي +ذوي الخبرة بالمجال و الراصد الاقتصادي للظاهرة , أن
ينسجوا قنوات التواصل الجدي لتذويب الجليد و غرس ثقافة فك النزاعات القبلية ,
التعصبية ..ليتم خلق الثورة الكروية الصناعية ,للفرجة والاستثمارات الضخمة  في مجال البيع و التسويق الاشهاري …الخ
لقد فهم جمهور المدرجات و جمهور التلفاز بان مفهوم
الفرجة له ضوابط و قانون داخلي يحمي المتفرج معنويا و جسديا في ظل ثقافة رياضية
شعارها الروح الرياضية لتبديد الفوارق و توحيد البقاع و لو افتراضيا .
الأخطاء المتكررة
سأقتبس مقولة للكاتب باشلار ..حيث يقول ( مهما كان عمر الإنسان
..فعقله لا يمكن أن يكون صفحة بيضاء …..و بالتعلم تحطم الأخطاء السابقة …)
        
الملاحظ أن نفس الأخطاء ترتكب من الجمهور (خطا منتظم     Erreur systématique  )  على
مدار  سنوات مرت ….هنا أين هو دور
الجمعيات …/ الدور التاطيري اللالترات ؟؟ 
عليكم بالاستعانة بدوي الاختصاص ( مؤطرون من وزارة الشبيبة و الرياضة +  
coach+
رجال التعليم …؟
قد افهم خطا   erreur aléatoire
عشوائي من قبيل متفرج   , يرتكب بسهو أو
عدم انتباه
 ;  لكن الخطير هو الخطأ الدال الذي يرتكب من قبل
الجماعة ..يدعو إلى القلق و تدخل فوري لدوي الاختصاص درء
 للمخاوف
الأسباب من زاوية علم الاجتماع
قد تبدو واضحة بحكم تكرارها بظواهر أخرى مماثلة  تتجلى في 
:
·       تراخي مراقبة الآباء لأبنائهم في ضل القهر و
الفقر
·       عدم الوعي/ عدم التمدرس / العدوانية الناجمة عن
اللاتوازن
·       الاستلاب العقلي تحت شعارات براقة
كلها تمظهرات تفرز مأساة ذاتية
محكومة بالاعتباط  , إن لم تجد أدان صاغية
و مجتمع متحد واعي بأخطار الظاهرة المعقدة  و يستوجب أحيانا جهدا لكل إدارة من هاته الفرق
بصرف بعض المبالغ التي تتحصل عليها من الانخراطات و مستحقات الإشهار و البث
التلفزي و بورصة البيع لبعض اللاعبين , بجلبها للمختص في مجال التاطير الايجابي
للمتفرج و خلق أوراش مستدامة  .
هنا لابد من التنويه
بالدور الفعال لرجال الشرطة و السلطات المحلية الدين هم بين المطرقة و السندان كل
نهاية الأسبوع في إطار مقاربة أمنية صرفة للمتفرج و المصالح العمومية  ,بحيث  بشكل واعي و متطور تناقش أطوار كل مقابلة و تجس
نبض الشارع بل تتواصل مع الجمعيات و الجمهور لتسهيل الولوج و الدخول لمدرجات
المستطيل الأخضر .
فقط دعوني أذكركم أن
الجمهور المغربي ( خاصة / الأخضر و الأحمر ) احتل مراتب متقدمة ….الثالث عالميا
..بالتيفوات  ,الألوان..و التشجيعات التي
تقشعر لها الأبدان ..بالفرجة ..بالأسلوب الراقي للعالمية , نحن قادرون على العطاء
أحسن من ذلك إن ضبط ذلك القاصر بكل معنى رغباته اللامتوازنة ..لكي تستطيع فئة أخرى
أن تلج الملاعب …( الفتاة..المرأة …المسن ..) ..لهم رغبة جامحة لحضور
المباريات ..الديربيات …لكن ..عوائق سيكولوجية ..تحول دون المبتغى .
لن أطيل ..لمحبي الفرق
الرياضية ..نتمنى فرجة ممتعة كل أسبوع ..مليئة بالتقاسم الايجابي للمعلومة و الأفراح
..ولنبتعد عن التدافع و الملا سنات المجانية ….

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button