الجغرافيا الثانية باك

كوريا الجنوبية : نموذج لبلد حديث النمو الاقتصادي

تقديم:

تقع كوريا الجنوبية في شرق القارة الأسيوية، تبلغ مساحتها 99617 Km2، يسكنها 48 مليون نسمة، عاصمتها سيول، وعملتها الوون، ومنذ سنة 1953 شهدت نهضة اقتصادية حديثة ومهمة، أصبحت تحتل الرتبة 11 عالميا في الوقت الراهن، فما هي مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية؟ وماهي العوامل المفسرة لهذا النمو؟ وماهي النتائج التي ترتب عنه؟ و ما هي نوعية التحديات والمشاكل التي تواجهه؟.

I. مظاهر النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية.

تحتل كوريا الجنوبية الرتبة 11 في الاقتصاد العالمي، كما تعتبر من اكبر التنينات الأسيوية **الأربعة بفضل تنميتها الاقتصادية السريعة التي أصبحت تنمو بما يزيد عن 5% سنويا ، وأصبح ناتجها الداخلي الخام يصل إلى 680 مليار دولار، ويرجع ذلك إلى الطلب الخارجي على منتجاتها الصناعية.

1)  مظاهر النمو الصناعي.

  • إنتاج صناعي ضخم ومتنوع ومتطور، منها صناعة السيارات والحديد والصلب والنسيج والكيماوية والغذائية …
  • احتلال مراتب متقدمة على الصعيد العالمي في الصناعات الأساسية :السيارات والشاحنات تصنعها شركات) نيسان و هيوندايوكيا( والصلب والصناعات الالكترونية تنتجها شركات: LG و.Samsung..
  • تمركز الإنتاج الصناعي في مجمعات كبرى في الجنوب الشرقي )أولسان + بوسان + مسان( وفي الجنوب الغربي )مركز كوانغ يو( وفي الشمال الغربي )مركز سيول العاصمة وأنشون(.
  • وجود شركات صناعية قوية تهتم بإنتاج الصناعات العالية التكنولوجية ومنها شركة سمسونغSamsung التي تحتل المرتبة الثانية عالميا في صناعة شبه الموصلات ** التي يزداد عليها الطلب في الأسواق العالمية في كل أنواع وفروع الصناعات الدقيقة، وصناعات الاتصال والتواصل) الهواتف+أجهزة التصوير الرقمية+تسجيل الصوت والصورة MP3 و MP4+الحواسب…(وأصبحت هذه الصناعة تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الكوري خصوصا مع تقديرات الخبراء بأن رقم معاملات هذه الصناعة سيصل إلى 350 ملياردولار أمريكي في سنة 2011..
  • إنشاء منطقة اقتصادية خاصة بالحدود مع كوريا الشمالية، تنتشر بها مقاولات صناعية جنوبية ويشتغل بها حوالي 800 الف عامل كوري شمالي. وتهدف كوريا الجنوبية من هذه السياسة اتقاء خطر التوتر والحرب مع جارتها الشمالية وتعزيز التنمية الاقتصادية في الشمال في أفق العودة إلى الدولة الكورية الموحدة.

2)  مظاهر نمو التجارة والخدمات في كوريا الجنوبية.

  • تطور قيمة الصادرات الصناعة الأساسية: الصناعات الثقيلة+الأجهزة الالكترونية والكهربائية+السيارات+السفن تحتل الرتبة الثانية بعد اليابان+ صناعات خفيفة كالملابس والأحذية وغيرها.
  • تصدير المنتجات الصناعية بنسبة تقدر ب 92.3% سنويا.محتلة المرتبة الأولى عالميا متفوقة على اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من القوى الاقتصادية الكبرى.
  • تطور قيمة الخدمات المصدرة : كالنقل بنسبة 54 % والاتصالات والتامين والخدمات المالية وغيرها بنسبة 29% والسياحة 17%.
  • تطور قيمة الصادرات مقارنة مع قيمة الواردات، ففي سنة 200 مثلا بلغت قيمة الصادرات 284 ملياردولار بينما قيمة الواردات بلغت 261 مليار دولار،وينتج عن هذا ميزان تجاري ايجابي.
  • تعدد الشركاء التجاريين المتعاملين مع كوريا منها الصين+اليابان+دول جنوب شرق أسيا+الولايات المتحدة الأمريكية+ألمانيا.
  • تعزيز المبادلات التجارية مع كوريا الشمالية لاتقاء خطر الحرب والتقليص من فوارق التنمية،و بلغ مجموع قيمة الصادرات من كوريا الجنوبية إلى كوريا الشمالية خلال شهر يناير2007 حوالي 37169 دولار واستوردت منها كوريا الجنوبية حوالي 55580دولار.

خلاصة : تعتبر الصناعة أهم ركيزة للاقتصاد الكوري،تستجيب للمتطلبات الاستهلاك الصناعي الوطني،وتشكل الدعامة الأساسية للتجارة الخارجية.

II. العوامل المفسرة للنمو الاقتصادي بكوريا الجنوبية.

1) العوامل المفسرة للنمو الصناعي الذي تشهده كوريا الجنوبية.

  • العوامل التاريخية : استفادت صناعة كوريا الجنوبية من تجارب التنمية الاقتصادية للقوى الاستعمارية التي احتلت أراضيها، اليابان 1910-1945 والولايات المتحدة الأمريكية 1945-1949،كما استفادت من الاستثمارات والمساعدات اليابانية والأمريكية في إطار مخطط مارشال لسنة 1947.
  • العوامل البشرية : تستفيد الصناعة الكورية من القوة السكانية التي تقدر بحوالي 48مليون نسمة،وتتميز بتكوين وتأهيل علمي وتقني مرتفع ،وتتصف بالانضباط والإتقان في العمل .
  • العوامل التنظيمية والرأسمالية: تتطور الصناعة بفضل وجود مقاولات عملاقة تحتكر أنشطة إنتاجية متنوعة ومتكاملة-الشيبولCHAEBOL- وتخضع لمخططات توجيهية تضعها الدولة.كما تنتشر مؤسسات صناعية متخصصة في إنتاج صناعي محدد،فمثلا تختص سامسونغ و LG في الصناعات الالكترونية الدقيقة، بينما تختص نيسان وهيونداي في صناعة السيارات.
  • العوامل العلمية التقنية : يعتبر البحث العلمي أهم مرتكزات تطور الصناعة الكورية،لذلك تنفق عليه الدولة حوالي 7.1 %من الناتج الداخلي الخام محتلة الرتبة الأولى عالميا،كما تصرف عليه المقاولات المنتجة حوالي 53 %متفوقة على المقاولات العالمية، وبفضل هذا الدعم المالي للبحث العلمي، تقدمت كوريا الجنوبية ب 5935 طلبا لبراءات الاختراع للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، ( محتلة الرتبة الرابعة) الولايات المتحدة في المرتبة الأولى تليها اليابان ثم بعدها ألمانيا .
  • العوامل الرأسمالية: تستثمر مبالغ مالية ضخمة في الإنتاج الصناعي،سواء من طرف المقاولات الوطنية أو من طرف الاستثمارات الاجنبية المتدفقة على كوريا حيث وصلت قيمتها سنة 2005 حوالي 7200مليون دولار.

خلاصة : تساهم مختلف العوامل السابقة في التطور الكمي والنوعي للصناعة الكورية، لذلك تشكل الدعامة المركزية للنمو الاقتصادي القائم على تصدير المنتجات الصناعية.

2) العوامل المفسرة لنمو التجارة الكورية.

  • وجود موانئ مهمة منفتحة على الأسواق العالمية كميناء )أنشون + بوسان +اولسان +بوهانغ (تستقبل وتنطلق منها شبكة كثيفة من السفن التجارية العالمية.
  • التركيز على تصدير المنتجات الصناعية بنسبة 93%، وتبلغ 12% سنويا محتلة الرتبة الثانية بعد الصين – 16% -من نصيبالعالم النامي المصدر للمنتجات الصناعية
  • جودة المنتجات الصناعية المصدرة و حفاظها على مستوى تكنولوجي جيد والاعتماد على شبكة كثيفة للخدمة بعد البيع، وتنطبق هذه المعايير أساسا على صناعة السيارات KIAو Hyundai.وتشكل عائدات تصديرها موارد مالية مهمة للناتج الداخلي الخام.
  • اكتساح المنتجات المصنعة وخاصة الالكترونية الدقيقة للأسواق العالمية وحصول شركات إنتاجها على جوائز مشرفة في مجالالتصميم الصناعي، فشركة سمسونغ حصلت على 5 جوائز متفوقة على كل الشركات الأسيوية والأوروبية والأمريكية.

III. نتائج التنمية الاقتصادية على الأوضاع الاجتماعية بكوريا الجنوبية والتحديات التي تواجهها.

1) أثار التنمية الاقتصادية على الأوضاع الاجتماعية.

  • نمو الناتج الداخلي الخام 680.8 مليار دولار سنة 2005 ونمو الدخل الفردي 14166 دولار في نفس السنة،وبذلك تعرف كوريامؤشر التنمية البشرية السريع يبلغ0.912 
  • وجود فرص العمل وضعف نسبة البطالة لا تتعدى 3% : يبلغ عدد سكان كوريا الجنوبية 48مليون نسمة، تبلغ نسبة السكان النشيطين 72%، ويتوزع عملهم في قطاعات اقتصادية حيوية،يشغل القطاع الثالث 62.2 % والقطاع الثاني 34.6 % بينما لايشتغل بالقطاع الأول سوى 3.2%. 
  • تنمية التعليم : يصل نسبة المتعلمين الكبار 98 % وهي وضعية مشابهة للبلدان المتقدمة بل تتفوق نسبة المسجلين في التعليم العالي بكوريا 60.4 % على فرنسا 51% وعلى اليابان 40.5%. 
  • تحسن الخدمات الصحية والمعيشية: يصل أمد الحياة بكوريا الجنوبية إلى 77.3سنة،ولا تتعدى نسبة الوفيات ο%5. 
  • تحسن مستوى عيش السكان: ومن مظاهر ذلك تزايد الإقبال على شبكة الانترنيت، بحيث يصل عدد المرتبطين بشبكة الانترنيت بكوريا نسبة 70% بينما لا تتعدى نسبة 50% باليابان ونسبة 65%  في الولايات المتحدة الأمريكية، ويكثر الإقبال على بوابة cyberWorld . فضلا عن الإقبال الكثيف للسكان على منتجات التكنولوجيا العالية :الهاتف+التلفاز عبر الهاتف المحمول + الحاسوب…
  • ¨ نمو سكان المدن: تبلغ نسبة سكان المدن 80.6% سبب الهجرة القروية المكثفة لتحسين مستواها المعيشي.

2) التحديات والمشاكل التي يواجهها اقتصاد كوريا الجنوبية 

  •  ضعف القطاع الفلاحي واستيراد الحاجيات الغذائية من الخارج.
  •  الافتقار إلى الموارد المعدنية والطاقية واستيرادها من الخارج بأسعار مرتفعة لتلبية حاجيات الصناعة.
  •  ارتباط الاقتصاد بالتصدير وبالأسواق الخارجية وبالتقلبات السياسية والاقتصادية العالمية،كل ذلك يفرض على كوريا البحث المستمر عن الزبناء والشركاء التجاريين.
  •  تحدي الرفع من الدخل الفردي ليصل الى 20000 دولار وتقليص نسبة بطالة الشباب، وذلك بالتركيز على قطاعات الإنتاج المعتمدة على المعرفة و المرتفعة القيمة المضافة كتكنولوجيات الاتصال وقطع الغيار والخدمات المالية.
  •  تحدي منافسة الشركات المتعددة الجنسيات في الأسواق العالمية.

خاتمة: تعد كوريا الجنوبية دولة اقتصادية صاعدة من العالم النامي تحتل المرتبة 11 عالميا ،مكنها نموها التنموي المتواصل لكي تكون عضوا بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وعضوا بمجموعة التعاون الاقتصادي لأسيا والمحيط الهادي APEC وعضوا بالمنظمة العالمية للتجارة OMC

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button