كيف تقنع نفسك بالمشاركة في الإنتخابات بوجود الأشباح ؟
تدفعُ لهم الدولة أموالا طائلة من الميزانيّة العامّة على رأس كلّ شهر، دُونَ أنْ يبْذلوا جهدا لقاءَ الأموال التي يحصلونَ عليها. تمّ التعاقُد معهم على أساس تقديم خدمة عموميّة تعودُ بالنفع على البلاد والعباد لكنّهم هجروا مكاتبهمْ وتفرّغوا لأعمالهم الخاصّة، أو تفرّغوا فقط للراحة طالمَأ أنّ المُرتّب الشهريّ يُحوَّل إلى الرصيد كاملا غير منقوص، ومنْهمْ من لم يهجُرْ مكتبه فقط بل هجر الوطنَ ورحلَ إلى الخارج، ومع ذلك يتمّ تحويلُ أجورهم الشهريّة إلى حساباتهم البنكيّة بانتظام. إنّهمُ المُوظفونَ الأشباح.
يقول السيد الغلوسي – رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العامّ : “ما دام أنّه ليست هناك إرادة سياسية حقيقية لوضع حد للفساد بشكل عامّ، فمن الطبيعي أن تستمر جميعُ مظاهره، ومنْها ظاهرةُ الموظفين الأشباح، الذين يقتاتون على الرّيع الذي يُثمره الفساد”.
أحد القراء يقول : “لوْ أنّ الحكومة حاربت الموظفين الأشباح، فإنّها ستكون قدْ ضربتْ عصفوريْن بحجر واحد: حماية المال العام، وخلْقُ عشرات الآلاف من الوظائف لفائدة العاطلين عن العمل.
يقول أحد القراء: الموظفين الاشباح معروفين بالاسم لدى الجهات التي وظفتهم. فهم ابناء الأعيان و زوجاتهم و ابناء رجال السلطة و زوجاتهم و ابناء المدراء و المناديب و النواب و زوجاتهم. اما الموظف العادي فهو متابع يوميا بتوقيع الحضور و الانصراف و تسلط عليه كل أنواع العيون و الآذان .
خلاصة القول: كيف تقنع شخصا بالمشاركة في الانتخابات عندما يقرأ و يسمع بوجود مصاصي الدماء ؟؟؟و عجز الدولة في القضاء عليهم , في الوقت الذي يستبيحون فيه جيوب الفقراء الفارغة بالزيادات الفورية و في كل شيء ؛ و الإقتطاع من أجور المضربين المطالبين بحقوقهم و التقليص من عدد الوظائف في حين لديها جيش من اﻷشباح في الإدارة ؛ حسبنا الله و نعم الوكيل.