مستجدات التعليم بالمغرب وجهة نظر

ما هي طبيعة الحركية الديناميكية التي يشهدها القسم ؟

ما هي طبيعة الحركية الديناميكية التي يشهدها القسم ؟  هل هي حركية عمودية ،أو افقية؟
و ما طبيعة البُنَا البيداغوجية للقسم؟ هل هي بنيات سميكة ، أم هاشة؟
بقلم الأستاذ المختار النصير
           لمحاولة الإجابة على هذه الأسئلة تجدر الاشارة الى أن الأمر يحتاج إلى بحث علمي دقيق، لكن يمكن أن نطرح تفسيرا تشخيصيا للجواب انطلاقا من المصاحبة و العمل الميداني ، مع إِسقاط لمفاهيم نظرية سوسيولوجيا الحراك الاجتماعي .

           يشهد الفصل الدراسي كغيره من الجماعات الصغرى حركية دائمة حيث يختلف موقع التلميذ و تصنيفه في سلم التأْثير و التأَثر من فترة الى أخرى ، و هذه الحركية يتداخل في توجيهها مجموعة من العوامل البيداغوجية و السوسيولوجية و المعرفية… و هذه الحركية رغم تصورها على أنها عمودية إلا أنه تسير في الاتجاهين معا حيث يمكن للمتعلم أن يتحرك أفقيا حتى بلوغ درجة قيادة الجماعة كما يمكن لنفس المتعلم أن يتراجع دوره و تأثيره حتى يصبح مهمشا ، و لا شك أن دور المدرس و الأسرة يشكل عاملا مهما يمكنه أن يساعد المتعلم على الرقي أو العكس ،و بالرجوع الى طبيعة البنيات المدرسية فإن القسم عادة يتكون من طبقات بينها حدود سميكة جدا ، حيث من الصعب على المتعلم أن يحقق الرقي في سلم التراتبية بمجهوده الفردي و هذا النموذج(القسم الطبقي) هو الذي يكون فيه دور المدرس شبه غائب مما يحوِّل دينامية القسم الى حالة استاتيكا ثابتة فيحكم على قادة الجماعة المدرسية بالاستمرار في القيادة بدون مجهود كما يحكم على المهمشين بالاستسلام ، فتظهر صداقات و عداوات انطلاقا من وحدة العواطف و المشاعر ، و يتجلى بعض ذلك في بروز ظاهرة الشغب كنوع من رد الفعل من الفئة المهمشة ، أو كميكانيزم للفت الانتباه و الهروب من واقع عدم التأثير، و يقابل ذلك نوع من الاهتمام بالدروس و احترام المدرس الى درجة التملق ، و كذا اظهار مقاومة الشغب من طرف الفئة التي تقود الجماعة الصفية، و سلوك هذه الفئة يجعل الفئة الاخرى تحس بتأثيرها و يشجعها على الاستمرار .

و في المقابل نجد نموذج القسم التراتبي الذي يتميز بهشاشة الحدود بين طبقاته حيث يصبح الترقي سهلا و سلسا و يحكمه اجتهاد المتعلمين. في هذا النموذج يكون دور المدرس موجها و مشجعا لمبادرة المتعلم و يشارك المتعلمين في صيرورة الاكتساب بشكل أكبر لأنهم يدركون أهمية ذلك في رقيهم ، و يشعرون بقيمتهم النظرية من قبل المدرس و الزملاء، و لا مجال لترك المنافسة ، لذلك فالفوارق الموجودة بين المتعلمين هي فوارق طبيعية تعود الى التلميذ نفسه و لا دخل لمجتمع المدرسة في بناء قواعد اللعبة .

            لكن هناك نموذج آخر يمكن أن نسميه القسم المركب حيث يضم مجموعة من العوائق المختلفة تجعل ديناميته غير مستقرة ، و تحتاج الى مجهود كبير من طرف المدرس . إن ما يحكم دينامية الجماعة هنا ليس مجهود المتعلمين و حده لأننا أمام  خليط غير متجانس معرفيا و وجدانيا فيكون التفييئ صعبا لأن كل تلميذ أو تلميذين يشكل فئة له حاجياته الخاصة به، أكثر من ذلك فإن مشاركة المتعلم تكون محتدمة في بعض  المكونات و تتلاشى في غيرها هذا إذا قرر المتعلم المشاركة ، هذا الأمر يخدعنا أحيانا فيجعلنا نعتقد أننا أمام قسم متنوع و متعلمين ذوي ذكاءات متعددة ………….. 

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button