الرئيسيةوجهة نظر

محتويات المحفظة المدرسية وتأثير ثقلها على أجساد التلاميذ

      مع بداية كل موسم دراسي او قبله (كما نلاحظ هذه الايام ) ، يتسارع الاباء لشراء الادوات  والمعدات والمستلزمات الدراسية لفلذات اكبادهم وذلك حسب كل مستوى دراسي و طبقا للوائح التي يتوصلون بها اما خلال نهاية السنة المنصرمة او في بداية السنة الجديدة من طرف ابنائهم.
    هذه العملية لا تخلو من ملاحظات تدعو الى طرح اسئلة حولها وذلك لغاية حفظ اجساد الصغار من اي  تشوه ممكن ان ينتج عن ثقل الحقيبة المدرسية ” المحفظة ” على ظهورهم .
     ولمقاربة هذا الموضوع نود طرح بعض الاسئلة التي نتوخى من وراءها  ان  تتم دراسة لوائح المستلزمات الدراسية قبل امر التلاميذ بشرائها حتى تكون مواتية لأجسادهم واوزانهم وان تراعي القدرة الشرائية لا بائهم .
     من بين هذه الاسئلة نجد :
         *من يحدد لوائح المستلزمات والادوات الدراسية للتلاميذ؟  
          *على ماذا يبني تحديد هذه اللوائح ؟
         * هل يتم استغلال واستعمال كل هذه المستلزمات والادوات التي تطلب من التلاميذ لشرائها؟
        *هل يتم توحيد هذه اللوائح حسب المؤسسات والمستويات…؟
        * هل لثقل ” وزن ” المحفظة تأثير على اجساد التلاميذ؟…
       * كيف يمكن ان نقي التلاميذ من مشاكل المحافظ الثقيلة ؟…
     ان الدراسات الطبية قد اثبتت بعض المشاكل الصحية الناتجة عن ثقل المحفظة على تلاميذ الابتدائي خصوصا ، وهذا الثقل يسبب في الام الظهر ويؤثر على سلامة العمود الفقري ( العظام ) والذي يمكن ان يؤدي الى تقوس ظهر التلاميذ الذين يحملون هذه الحقائب على ظهورهم.
      انطلاقا من نتائج هذه الدراسات الطبية ، لابد اذن ان ننتبه الى” وزن” المقررات المطلوبة من التلاميذ والتي يأتون بها في محافظهم على ظهورهم وان نقوم بوزن المستلزمات الخاصة بكل نصف يوم على الاقل والتي يحملها التلاميذ حتى نوزع المواد بصفة علمية على انصاف ايام الاسبوع  التي يدرسون بها ( توزيع علمي للمواد حسب نوعية المقررات  الدراسية ).
    ان لوائح الادوات والمستلزمات الدراسية  لابد ان تخضع لمراقبة من قبل لجن تقنية داخل المؤسسات  لكي يمكنها ان تتماشى و قدرة جسد التلاميذ على حملها ( يمكن تفادي كل ما هو غير ضروري لطلبه للتلاميذ ).
من بين الملاحظات نجد لوائح مختلفة من حيث الادوات والمستلزمات لنفس المستوى وبنفس المؤسسة ، هنا كذلك  يستحسن الاتفاق على لائحة واحدة لنفس المستوى تراعي شروط سلامة جسد التلاميذ الصغار ( تكوين لجن لتتبع هذه اللوائح ).
     فالكل يعلم ان المقررات تكون كثيرة في غالب الاحيان  وهذا يكون له اثر سلبي على العمود الفقري للتلاميذ والذي يمكن ان يؤدي الى تقوس ظهورهم ( كثيرا ما يشعر التلاميذ بالأم في ظهورهم نتيجة الاثقال التي يحملونها كل يوم من والى المدرسة) هذا كله يفرض على الاباء مراقبة ابناءهم والعناية بأجسادهم وتوعيتهم.
       و من بين الاقتراحات العملية لتفادي مشكل ثقل المحفظة المدرسية على التلاميذ والتي استقيناها من بعض الاباء والمدرسين  والتلاميذ  ، نجد :
         *تخفيف المقررات، 
         *تقسيم الكتب  والكراسات …الى عدة اجزاء (حسب الدورات مثلا ) ،
        *استعمال المحافظ مناسبة  ومريحة للجسم ،
        *تعويد التلاميذ على ممارسة الرياضة،
        *استعمال معايير خاصة تحدد ثقل المحفظة حسب عمر التلاميذ وبنياتهم الجسمية،
        *اصدار مذكرات منظمة لمحتوى المحفظة المدرسية  ووزنها حسب المستويات الدراسية ،
       *تتبع الاساتذة لمحتويات المحفظة المدرسية ،
       *القيام بمحاضرات وندوات خاصة بصحة التلاميذ وعلاقتها بمحافظهم،
       *استغلال خزانة القسم في الحفاظ على الكتب… التي تستعمل فقط في القسم ،
       *استعمال الوسائل  التكنولوجية الحديثة في التدريس ،
       *مراقبة محافظ التلاميذ قبل خروجهم من المنزل الى المدرسة ( لكي لا يضيفوا ادوات ومستلزمات غير مطلوبة في ذلك الحين )،…
      تعتبر السلامة  الصحية للتلاميذ من مسؤولية الجميع ، لذلك لابد من مراعاة  وزن الادوات التي تطلب منهم  وذلك بالموازاة مع اجسادهم  التي لازالت في طور النمو لان عواقب ثقل المحفظة خطيرة على سلامة الطفل وصحته ونموه .
    فمحفظة التلميذ ( وخصوصا في المدرسة الابتدائية ) لابد ان يخضع  ثقلها لدراسة ينسجم وجسمه ، لان اي خلل يمكن ان تكون عواقبه وخيمة عليه . فبتضافر مجهودات الجميع، يمكن ان نتفادى كل هذه المشاكل الصحية بالدرجة الاولى لدى تلامذتنا. فبالتوعية وحسن توزيع المواد المدرسة خلال ايم الدراسة نكون قد عملنا على وقاية تلامذتنا من كل تشوه يمكن ان يصيب ظهورهم ” فالوقاية في سن مبكرة  خير من العلاج ، ان كان هناك علاج “.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         
محمد بكنزيز
اطار في التوجيه التربوي
اكادير في : 30/08/2014

مواضيع مشابهة

Back to top button