بقلم : ذ.محمد حفوض
تلعب المدرسة بصفتها مؤسسة اجتماعية وتربوية دورا كبيرا جدا في تحقيق تنمية الأفراد والمجتمعات،لذا، نرى حجم الاهتمام المتنامي بها في كل ربوع بلدنا الحبيب، إيمانا من الجميع،دولة وحكومة ومنتخبين وأمهات وآباء وأولياء الأمور وهيئات…بقيمة وأهمية هذه المؤسسة الاجتماعية الثانية بعد الأسرة، ووعيا بأدوارها ووظائفها الجديدة،والتي لا تروم شيئا سوى المساهمة في تحقيق مصلحة الوطن والمواطن على حد سواء. فما هي أدوار المدرسة ووظائفها؟ وما واقع حال مدرستنا المغربية اليوم ؟
تسعى المدرسة المغربية الجديدة، اليوم، حسبما ورد في الميثاق الوطني للتربية والتكوين والرؤية الوطنية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015.2030 إلى أن تكون مدرسة مفعمة بالحياة ومنفتحة على محيطها، لذا،أضحت أدوارها ووظائفها تقوم على ما يلي :
-تكوين مواطنين صالحين، ينضحون إيمانا ووطنية، ويقدمون المصلحة العامة قبل الخاصة؛
-تخريج أطر وكوادر كفأة ومؤهلة جيدا،قادرة على المساهمة الفعالة في تحقيق التطور النافع للمجتمع؛
– إيلاء الابتكار و البحث العلمي الأولوية سعيا للتطور واللحاق بركب الأمم والشعوب المتقدمة؛
-تبني مقاربات تشاركية حديثة قوامها التعاون و الانفتاح على المحيط الخارجي بكل أنواعه ؛
-الانتقال بالمدرسة من الإلقاء والتلقين والتلمذة السلبية إلى التشارك والتنشيط والتفاعل والحوار…؛
-تنويع الأنشطة المدرسية وفضاءات التعلم كالزيارات الميدانية والرحلات العلمية.
لا أحد، إذن، يمكنه إنكار الدور الكبير الذي تلعبه المؤسسة المدرسية في تحقيق التطور والتنمية البشرية والمجتمعية،لكن واقع حال مدرستنا المغربية،العمومية خاصة،لا يسر أبدا،فالعديد من مدارسنا تفتقر لأبسط شروط الاشتغال، فلا موارد بشرية كافية، ولا تكوينات مستمرة بناءة، ولا مواكبة تربوية مسؤولة و مستمرة، ولا تجهيزات ملائمة، ولا وسائل ديداكتيكية متوفرة…فكيف نتحدث عن مدرسة جديدة ومتجددة والحال هذا ؟!!!
إن للمدرسة شأنا عظيما ،نظرا لقدسيتها ومكانتها العظيمة، واعتبارا لوظائفها وأدوارها المهمة في تحقيق التنمية والتطور على جميع الأصعدة والمستويات.لذا،حري بنا جميعنا، كل من موقع مسؤوليته،العمل الجاد والمسؤول من أجل النهوض بهذه الوظائف والأدوار بشكل فعلي وحقيقي،حتى يتسنى لنا الحديث عن مدرسة وطنية جديدة ومتجددة.