مستجدات التعليم بالمغرب
مقال بعنوان الإدارة أم القيادة
مقال بعنوان الإدارة أم القيادة
بقلم الأستاذ أستاذ التعليم الثانوي الإعدادي : سفيان دراغ
تختلف أحوال المؤسسات التعليمية من مؤسسة إلى أخرى ، فمنها المفعمة بالحياة ، والتي تجد بين جدرانها خلية نحل لا تتوقف ولا تكل ولاتمل ،حيوية في الفصول وخارجها .
وبالمقابل تجد مؤسسات أخرى تعيش حالة ركود على جميع المستويات ،سواء من ناحية الأنشطة أو حتى من ناحية النتائج.
والسؤال المطروح ،هو:لماذا هذا الاختلاف ،مع العلم أنه قد تجد المؤسستين متجاورتين ؟
والإجابة عن هذا السؤال تكمن في معرفة طبيعة الإدارة المسيرة لهذه المؤسسة ،فهناك نوعين من المدراء ،مدير يمكن تسميته بالإداري البحث ،وهو الذي يقوم بكل أعماله الإدارية بشكل حرفي ،وهذا النوع غالبا ما يفتقد للمرونة لمطلوبة ، مما يجعله يدخل في صدامات مع من يعمل معه في الإدارة وكذلك مع هيئة التدريس، مما يجعل المؤسسة تعيش نوعا من التشنج والشحناء ، فيخبو العطاء وتقل المبادرة مما يؤثر سلبا على نفسية الأستاذ وبالتالي على المردودية العامة لهذه المؤسسة .
في المقابل هناك النوع الثاني وهو المدير القائد ،وهو النوع الذي يتمتع بشخصية كاريزمية تواصلية تحتضن الكل دون استثناء، فتجده لا يكتفي بالمهام الإدارية المحضة إلى نوع من التحفيز وجعل من المؤسسة فريق واحد ، يعترف بمجهودات الأساتذة أمام الملأ ويوجه التوبيخ والنصيحة بشكل انفرادي ، مما يجعل هذا المدير محبوبا وأكثر قربا من التلاميذ ولأساتذة وأولياء الأمور ، إنه نوع مبدع يجعل الكل يعمل في راحة نفسية كبيرة ، بعيدا عن المراقبة السلبية والزجر المبالغ فيه ، مما يقلل الشغب والعنف والتغيبات ، ويرفع من مردودية الأساتذة وبالتالي التلاميذ ، وتسود روح التعاون والتطوع ،مما يؤثر إيجابا على حصص الدعم والأندية التربوية .
لذلك وجب أن يكون المدير قائدا للفريق بدلا أن يكون مديرا له ،وتكوين المديرين على حسن القيادة إلى جانب التدبير الإداري ، وذلك لتجاوز مشاكل كبيرة جدا قد تؤثر سلبا على المنظومة التعليمية ككل.