مقال حول الهدر المدرسي
أثارإنتباهي مصطلح الهدر المدرسي عندما تحدت السيد عبد الإله بنكيران أمام مجلس النواب عن البعد الإجتماعي للدولة, فعند التمعن في مضمون هدا المصطلح بنوع من الدقة ستجد أنه يحمل في مضمونه جميع المصطلاحات التي لها علاقة بالقهر, فهو يدل على المأزق المتراكم لسياسة العمومية بمجال التعلمي للدولة.
والبناء التعريفي للهدر يتفاوت من حيت الشدة مابين هدر الدم وإستباحة حياة الإنسان بإعتباره لاشيئ وعديم القيمة و الحصانة, وفي مابين هدا وداك يتسع نطاق الهدر ليشمل المجتمع بكامله عند هدرالمواطن و هدر حقوقه ومؤسساته وطاقاته الشابة.
الجميل في هدا المصطلح أنه يضرب مشروع وجود الإنسان كي يصبح مواطنا دا قيمة داخل مجتمعه, وعندما نطق السيد بن كيران عن الهدر المدرسي فهو قصد بوعي أو بدون وعي هدر المجتمع المغربي متناسيا بدلك هدر المؤسسات العامة و التي تشكل النمودج الأمثل للهدر الوطني من خلال هدر طبيعتها بداتها, فالأصل في مؤسسات المجتمع المدني أنها جائت لتعزز النسيج الإجتماعي من خلال تأطير تفاعلات المواطنين في مختلف المجالات حياتهم, إلا أن الملاحظ أن هده المؤسسات تعيش دائما في صراعات حول إقتسام النفود و الغنائم, مما يفقدها تلك الوظائف التي قامت من أجلها فينتقل هدا الهدر إلى موظفيها, فعوض أن يسخر الموظف إمكانته وطاقاته لخدمة الموقع الوظيفي الدي يشتغله فإدا به يتخد من السلطة المخولة له وسيلة لتعزيز نفوده الداتي و نفود الجماعة التي ينثمي إليها والتي كان لها الفضل أساسا بوضعه في هدا المنصب فتتحول العلاقات السلطوية إلى علاقات نفود متبادل عوض أن تكون علاقة أداء وظيفي
ينتقل هدا الهدر كدلك إلى هدر الفكري للمختلف طبقات المجتمع عبر تخضيرهم بمسلسلات وأفلام و برامج ونظم تعليمية بعيدة عن واقعهم المعاش, وهدا النوع من الهدر هو من أخطر أنواع الهدر لأنه يصيب حيوية المجتمع ويفقده المناعة فيصبح عديمة القدرة على مقاومة واقعه فيرتقي بدلك إلى مجتمع شبيه بالجث الجامدة التي يسهل نهب ترواتها وتحويلها إلى خارج الوطن من أجل ضمانها لأن الوطن لا ضمانة فيه. وهكدا يهدر كيان الوطن وتهدر مواره و ثراواته التي تشكل أساس حيويته ونمائه.