مستجدات التعليم بالمغرب وجهة نظر

مكون التعبير و الإنشاء دورة: يونيو2017م أكاديمية فاس مكناس: علامات استفهام و نقط حذف.

         يلعب مكون التعبير و الإنشاء دورا متميزا، و يكتسي أهمية خاصة باعتباره حوضا تصب فيه باقي الروافد، و تتحقق فيه الكفاية التواصلية لدى المتعلم، و يوظف فيه المعارف و القدرات و المهارات.
          جاء نص الموضوع على شكل وضعية تقويمية:
 “استرعى انتباهك تعنيف زميل لك أصدقاء الدراسة. لم يرقك سلوكه، حاورته في الموضوع، فاكتشفت اقتناعه بتبني العنف في حياته. قررت كتابة مقالة بمجلة المؤسسة تنتقد فيها هذا السلوك.”
          فكانت التعليمات:
– أكتب موضوعا لا يقل عن عشرة أسطر، تصدر فيه حكما نقديا على قناعة صديقك.
– أن تكون ملائمة الإنجاز لمحتوى المطلوب، و تقنيات مهارة النقد و الحكم.
– مراعاة سلامة اللغة و علامة الترقيم.
          و ما يلفت الإنتباه غياب السياق أي العنف المدرسي، و غياب نصوص داعمة أو أسناد(مشهد – صورة – وثيقة…)، فالوضعية ترتكز على قضية في الوقت الذي نجد المهارة في الكتب المدرسية: “النقد و الحكم: التدريب على إصدار أحكام قيمية بسيطة على عمل إبداعي أو أعمال إبداعية متنوعة”. و عبر محطات: اكتساب – تطبيق – إنتاج. تم اختيار نصوص نقدية بعناية فائقة لنقاد معتمدين و متميزين على الساحة الوطنية و العربية:
  – نجيب العوفي (درجة الوعي في الكتابة) حول رواية أحمد المديني (زمن ما بين الولادة و الحلم). الأساسي في اللغة العربية، ص:189.
  – صدوق نور الدين (حدود النص الأدبي) حول رواية عبد الرحمان منيف (عالم بلا خرائط).     الأساسي في اللغة العربية، ص: 190.
– محمود أمين العالم في تحليله لقصة (العاصفة) لنجيب محفوظ. المختار في اللغة العربية، ص:209.
– (غيم أسود) لحنا مينة. المختار في اللغة العربية، ص:211.
– (العصفور على الشجرة و لا شئ في اليد) لأحمد بوزفور. المختار في اللغة العربية، ص:212.
          فالتدريب على اكتساب مهارة النقد و الحكم يهدف إلى تنمية الحس الجمالي للتلميذ، و صقل مواهبه الفنية، و القدرة على الكشف الفني عن الجميل و الممتع في العمل الإبداعي:(لوحة – قصيدة – قصة – رواية – مسرحية…). و لا شك أن لحصص التصحيح و التقويم الأثر الكبير في تعديل التعثرات، و الإطلاع على درجة التمكن من المهارة، خصوصا أمام نصوص متميزة لمبدعين كبار، و نقاد مكرسين، و كأن الواحد منهم جراح سحري يجري العملية دون أن يقطع الأنسجة الحية. فيستهل تحليله للأثر الأدبي بالتعريف بهويته:(المؤلف – العنوان – التاريخ و مكان النشر – المصدر…)، ثم يربط العمل بأعمال المبدع الأخرى و بالسياق الخاص، ثم تلخيص العمل من أجل تشويق القارئ، و اختيار مقطع أو جزء أعجب به مبررا بسبب الإختيار، و بما أن الأمر يرتبط بخطاب الحجاج، يأتي بالأدلة و البراهين ليصدر بعدها حكما يتأرجح بين التثمين و التبخيس.
         فيتعلم التلميذ عبر الخطوات السابقة أن النقد اشتغال ذهني ممتع و جميل: يحلل – يقارن – يسأل – يصنف… فالنقد مهارة يقوم فيها التلميذ بدراسة الأثر و تحليل مكوناته، و علاقة الإبداع بصاحبه و مجتمعه و باللغة و خصائص الكتابة الإبداعية. فأين الأرض التي يرش فيها التلميذ السماد لحصاد جيد؟
          فإذا كان نص الإنطلاق ذو طبيعة قصصية مثيرة و مشوقة، لماذا لا يتم استثماره في مكون التعبير و الإنشاء؟

          بعد قراءتك لنص الإنطلاق أصدر حكم قيمة عليه، موظفا ما تم اكتسايه. فيصبح مجالا خصبا لإظهار درجة التمكن و الكشف الفني المثير حول جوانب متعددة:(الفضاء الزمكاني – الشخصيات – الأحداث – التحول – البداية – النهاية…)، فيكون النص أحسن سند يوفر للتلميذ ما يكفي من الحجج و الأدلة المفضية إلى اتخاذ موقف نقدي من النص سلبا أو إيجابا.
ذ. لـحسـن بـنـيعـيـش
مكـنـاس.   
15/06/2017م

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button