منهجية العمل الديداكتيكي
الدخول إلى المنظومات البيئية من خلال رحلة سياحية افتراضية
كيف تجعل من المتعلم عنصرا فاعلا وأساسيا في العملية التعليمية وفق المنهاج الذي يتبنى النموذج المتمركز حول المتعلم وذلك باعتماد مبدأ المعرفة المبنية من طرف المتعلم ، وتفاعل المتعلم مع المحيط بحيث يكون المتعلم إيجابيا يبادر ويبحث ويكتشف ويستجيب …
كيف تخطط للدرس آنيا حسب طبيعة الموقف وحاجات المتعلمين …. كيف توظف طريقة بيداغوجية مفتوحة : بيداغوجيا الابداع وحل المشكلات :
هذه أسئلة طرحتها على نفسي حين كنت بصدد تخطيط وتهيئ دروس المنظومات البيئية في مستوى الجدع الأدبي
لقد استحضرت ظروف الفترة الدراسية ، ووضعية المتعلمين النفسية والجسمانية فرحت أبحث عن طريقة لإنجاز الدروس بشكل مغاير تماما لما تعودنا عليه ، طريقة تتسم بالتجديد والدينامية ، وتستجيب لميولات المتعلمين واستعداداتهم .
كانت الطريقة المبتكرة تقتضي ما يلي :
إثارة المتعلم واستدراجه للدخول إلى المنظومات البيئية من خلال رحلة سياحية افتراضية …كيف ولماذا
إن الفترة التي وصلت إليها السنة الدراسية وهي الفترة الربيعية تتلاءم وأنشطة الرحلات المدرسية التي يقبل عليها التلاميذ بأعداد كبيرة وبحماس ملفت للانتباه ، لذا حاولت استثمار هذه الرغبة وإفراغ شحنة هذا الحماس في نشاط تربوي . صحيح أن المهام المنوطة بالتلميذ هي تنظيم رحلة وهمية لكنها لاتخلو من إثارة … كيف .
تم تشكيل مجموعات ، كل مجموعة هي بمثابة لجنة مكلفة بتنظينم الرحلة ، وعليها أن تقوم بكل الترتيبات الضرورية للرحلة …
تنطلق الرحلة من تطوان عبر إفريقيا جنوب الصحراء في اتجاه الكامرون ابتداء من فاتح مارس وعلى كل مجموعة أن تشتغل على ما يلي :
– رسم خط على خريطة إفريقيا يمثل مسار الرحلة
-حساب المسافة التي ستقطعها الرحلة اعتمادا على المقياس
– تسمية الدول التي توجد على خط الرحلة
– رسم مقطع تضاريسي لخط الرحلة اعتمادا على خريطة التضاريس
– تحديد بالتتابع المنظومات البيئية التي ستمربها الرحلة
– إبراز خصائص المناخ لكل منطقة أو منظومة خلال فترة الرحلة
– وصف أهم المشاهد الطبيعية :غطاء نباتي ، وحيش… التي تمتاز بها المنظومات البيئية والتي ستسجلها كتذكار
– استعراض المخاطر والكوارث الطبيعية التي قد تشكل تهديدا للمشاركين في الرحلة
– اقتراح بعض الاحتياطات الضرورية لمواجهة المخاطر
– إبراز طريقة أو أسلوب التعامل مع البيئات الطبيعية التي ستحتك بها
على كل مجموعة أن تضع ما يشبه ” برنامجا ” للرحلة السياحية .. انطلاقا من البحث بواسطة الانترنيت : المدة الزمنية ، مسار الرحلة والمزارات ، التكلفة المادية ، الإجراءات الإدارية ،النصائح والتوجيهات في ما يخص الإقامة والتغذية والطقس والكوارث والأسعار والجريمة
تقوم كل مجموعة بعرض برنامجها والدخول في منافسة مع باقي المجموعات يكون فيها الفوز من نصيب أفضل عرض .
يستهدف هذا النشاط تحقيق مجموعة من الكفايات والقدرات :
– اتخاذ المبادرة وتحمل المسؤولية
– الاشتراك مع الآخرين في إنجاز المهام
– إكساب القدرة على التخطيط والتنظيم
1 – النص ومستويات التحليل:
إن تاريخ كل مجتمع إلى يومنا هذا لم يكن سوى تاريخ نضال بين الطبقات . فالحر والعبد ، النبيل والعامي ، السيد الإقطاعي والقن والمعلم والصانع ، أي بالاختصار المضطهـِدون والمضطهَدون كانوا في تعارض دائم وكانت بينهم حرب مستمرة تارة ظاهرة وتارة مستترة. حرب كانت تنتهي دائما إما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع بأسره وإما بانهيار الطبقتين المتصارعتين معا…
أما المجتمع البورجوازي الحديث الذي نشأ على أنقاض المجتمع الإقطاعي فإنه لم يقض على هذا التناحر بين الطبقات ، بل أقام طبقات جديدة بدلا من القديمة ، وأوجد ظروفا جديدة للاضطهاد وأشكالا جديدة للنضال … إلا أن الذي يميز عصرنا الحاضر ، عصر البورجوازية ، هو أنه جعل التناحر الطبقي أكثر بساطة : فإن المجتمع آخذ في الانقسام أكثر فأكثر إلى طبقتين كبيرتين متعارضتين هما البورجوازية والبروليتاريا.
ماركس و إنجلز : مختارات – دار التقدم – موسكو – ج 1 –
الكتاب المدرسي : الثالثة الثانوية – ط 1- ص 19
المعطيات الخارجية للنص :
نوعية النص : نص ذو صبغة فلسفية
مصدر النص : النص مأخوذ من افتتاحية كتاب البيان الشيوعي الذي ألفه كارل ماركس وفريدرك إنجلز أواخر عام 1847 ونشر بلندن عام 1848 وهو كتاب يستعرض المبادئ الأساسية لتصور الماركسية للتاريخ والصراع الطبقي وهو يجمع بين النظرية العلمية والحركة العمالية .
صاحب النص : كارل ماركس : 1818-1883
وفريدريك انجلز : 1820-1895
السياق التاريخي للنص : في صيف عام 1847 قررت ” عصبة العادلين ” ، وهي جمعية عمال أممية سرية ، في المؤتمر المنعقد بلندن التحول إلى عصبة الشيوعيين وانتدبت ماركس وإنجلز لكتابة برنامج نظري وعملي للحزب فصدر البيان الشيوعي الذي أحدث هزة شديدة في أوربا التي كانت تمر بأزمات اقتصادية واجتماعية كانت السبب في اندلاع ثورات 1848 .
التحليل الباطني للنص :
يتدرج التحليل عبر ثلاث مستويات :
– البحث عن العناصر
– البحث عن العلاقات
– البحث عن مبادئ التنظيم
0 استخراج العناصر :
• الكلمات القوية : التعرف عليها في النص انطلاقا من معيارين ، معيار التكرار أو معيار الدلالة
هناك أربع مفاهيم رئيسية تهيكل النص وتعطيه تماسكه المنطقي .
كل الكلمات في النص تندرج ضمن هذه المفاهيم الأربعة :
التاريخ
المجتمع
الطبقات
الصراع
• الأفكار الأساسية : هي تلك العلاقات التي يقيمها النص بين المفاهيم الأربعة الرئيسية :
المجتمع
التاريخ
الطبقات
الصراع
– تاريخ كل مجتمع هو تاريخ نضال بين الطبقات
– الصراع الطبقي ينشأ عن الاضطهاد والاستغلال
– الاضطهاد ساد المجتمع العبودي ( الحر والعبد ) والمجتمع الإقطاعي ( السيد والقن )
– الصراع الطبقي كان ينتهي بانقلاب ثوري أو انهيار الطبقتين المتصارعتين
– المجتمع البورجوازي نشأ على أنقاض المجتمع الإقطاعي
– المجتمع البورجوازي انقسم إلى طبقتين كبيرتين وأوجد ظروفا جديدة للاضطهاد
– المجتمع البورجوازي مجتمع طبقي يسوده صراع قوي بين البورجوازية والبروليتاريا .
– الصراع الطبقي هو القوة المحركة للتاريخ .
يمكن تقسيم النص إلى فقرتين :
– الفقرة الأولى : من ( إن تاريخ كل مجتمع …إلى الطبقتين المتصارعتين معا) وفيها استقراء لتاريخ المجتمع الأوربي في العصرين القديم والوسيط …
– الفقرة الثانية : من ( أما المجتمع البورجوازي إلى آخر النص ) وفيها دراسة وتحليل لواقع المجتمع البورجوازي الذي عاصره ماركس وإنجلز.
استخراج العلاقات :
يكشف النص عن علاقة جدلية ممثلة في القضية – النقيض – التركيب
القضية : الصراع الطبقي يؤدي إلى انهيار مجتمع ونشأة مجتمع جديد
النقيض : المجتمع البورجوازي يسوده الصراع الطبقي
التركيب : المجتمع البورجوازي سينهار ليقوم مقامه مجتمع جديد ( المجتمع الاشتراكي )
استخراج مبادئ التنظيم :
يعرف هذا المستوى بالتحليل الأكثر شمولية لتركيزه على استخراج الخلفيات المحددة لتفكير المؤلف …
إن هذا النص تؤطره نظرية المادية الجدلية التي أسستها الماركسية ، لذا نجد الجدلية مفهوما أساسيا طبقه ماركس على التاريخ ( الجدلية التاريخية).. فالشائع عن الماركسية أنها تطبيق للمادية الجدلية على الظواهر التاريخية والاجتماعية ، فهي تفسر حركة التاريخ انطلاقا من حقائق اقتصادية .
– 2النص و تقنيات تحليل الخطاب
إن خطورة الحالة التي تواجه العالم اليوم توجب ظهوري أمام الكونجرس في جلسته المشتركة هذه…
لقد تسلمت الولايات المتحدة نداء مستعجلا من اليونان لمدها بالمساعدات المالية والاقتصادية . إن بقاء اليونان ( كبلد ديمقراطي ) مهدد اليوم من قبل حركات ثورية يقوم بها بضعة آلاف من الرجال المسلحين بقيادة الشيوعيين … ونفس الشيء يقال عن تركيا جارة اليونان التي تحتاج هي أيضا لمساعدتنا واهتمامنا…
إن شعوب عدد من دول العالم قد وقعت مؤخرا تحت أنظمة استبدادية فرضت عليها ضد رغباتها وقد قدمت حكومة الولايات المتحدة عدة احتجاجات ضد الضغط والارهاب الحاصلين في بولندا و رومانيا وبلغاريا والذي يشكل خرقا لاتفاقية يالطا…
إن بذور الأنظمة الاستبدادية تتغذى حيث البؤس والحاجة … وإن شعوب العالم تنظر إلينا لمساعدتـــــها … وإذا ما ترددنا في استلام زمام القيادة فقد نعرض السلام العالمي للخطر…
مقتطف من خطاب ترومان أمام الكونجرس في 12 مارس 1947
إن فهم طبيعة العلاقة التي تجمع الرئيس الأمريكي بالكونجرس ( المرسل بالمتلقي ) تمكننا من تلمس التأثير الذي يتوخاه الخطاب . فالكونجرس شريك مهم للرئيس الأمريكي وخاصة في رسم خطوط السياسة الخارجية وعلى الرئيس أن يقنع أعضاء الكونجرس بالقرارات الهامة وليس من السهل دائما إقناع الكونجرس فهو لا يقل عن الرئيس استقلالا في سلطته .
2 – مقابلة بين نصين
ولما أشرف الجنرال الفرنسي ” لامورسيير” على إيسلي نظم جيشه على هيأة قلعة مركزها مئونة الجيش وأركان الجيش ، تحيط بالمركز عسكر المشاة ثم الخيالة ثم القبائل الدائنة بطاعته وتحيط بالدائرة بطريات المدافع الخفيفة من سائر جهاتها … ولما تلاقى الجمعان تسابق الجيش المغربي إلى اللقاء والجيش الفرنسي محافظ على النظام المذكور لا يتحرك من مركزه حتى أحاطت به جيوش المغرب إحاطة السور بالمعصم وصارت تصب رصاصها فيه ، فعند ذلك أمر القائد الفرنسي بإطلاق المدافع من سائر الجهات إطلاقا متواليا بلا إهمال ، ودام العمل على ذلك .. حتى افترقت محلة المغرب ومات أكثرها وتمزقت أوصال حماتها كل ممزق وتطايرت أشلاؤهم في الهواء وباقيتهم طارت بهم خيولهم فلم ينزلوا إلا وراء نهر ملوية ..
عبدالرحمن بن زيدان : إتحاف أعلام الناس . ج 5 .
ثم لما التقى الجمعان وانتشبت الحرب رصد العدو الخليفة وقصده بالرمي مرات عديدة حتى سقطت بنبة أمام حامل المظلة وجمح فرسه به وكاد يسقط ، ولما رأى الخليفة ذلك غير زيه بأن أسقط المظلة ودعا بفرس كميت فركبه ولبس طيلسانا آخر واختفى حينئد … ولما التفتوا إلى جهة الخليفة ولم يروه بسبب تغير زيه خشعت نفوسهم وقال المرجفون : إن الخليفة قد هلك ، فماج الناس بعضهم في بعض وتسابق الشراردة إلى المحلة فعمدوا إلى الخباء الذي فيه المال فانتهبوه وتقاتلوا عليه وتبعهم غيرهم ممن كان الرعب قد ملك قلبه ، وجعل الناس يتسللون حتى ظهر الفشل في الجيش من كل جهة … والتفت الخليفة فرأى ما هاله من أمر الناس فرجع عوده على بدئه ، وانهزم من كان قد بقي معه عن آخرهم .
الناصري : الاستقصا ، ج 9
صاحب النص: عبدالرحمن بن زيدان العلوي ( 1872- 1946) ولد بمكناس . كان مؤرخا للدولة العلوية . له عدة مؤلفات منها :
– إتحاف أعلام الناس …
– العز والصولة …
صاحب النص: أحمد بن خالد الناصري ( 1835- 1897 ) ولد بسلا ، شغل وظائف إدارية في المخزن المغربي وكان مؤرخا للدولة العلوية في عهد الحسن الأول . من أشهر مؤلفاته ” الاستقصا …”
الحدث : هزيمة المغرب في معركة إيسلي 14 غشت 1844
عناصر الحدث :
الناصري |
ابن زيدان |
بالنسبة للخليفة :
سقوط بنبة ( قنبلة) – جموح الفرس – إسقاط المظلة – تغيير الزي والفرس – الاختفاء
بالنسبة للجيش المغربي:
ماج الناس .. – نهب المال والتقاتل عليه – تملك الرعب … – التسلل |
بالنسبة للجنرال الفرنسي :
تنظيم الجيش … المحافظة على النظام .. الأمر بإطلاق المدافع…
بالنسبة للجيش المغربي:
افتراق المحلة – موت الأكثرية – تمزق الأوصال ..- تطاير الأشلاء … |
تفسير الحدث :
يتفق المؤرخان على نتيجة الحدث وهي هزيمة ساحقة للجيش المغربي في معركة إيسلي ، لكن كل واحد ينظر إلى الحدث من زاوية مختلفة تعطي تفسيرا مختلفا : فالناصري يركز على الخلل والضعف في الجيش المغربي في حين يركز ابن زيدان على القوة والانضباط في صفوف الجيش الفرنسي
ليس هناك تعارض بين النصين على مستوى تفسير الحدث بل هناك تكامل في العناصر المفسرة للهزيمة المغربية في إيسلي بحيث يمكن إدماج النصين دون الإخلال بالسياق وذلك كما يلي :
” ولما أشرف الجنرال الفرنسي ” لامورسيير” على إيسلي نظم جيشه على هيأة قلعة مركزها مئونة الجيش وأركان الجيش ، تحيط بالمركز عسكر المشاة ثم الخيالة ثم القبائل الدائنة بطاعته وتحيط بالدائرة بطريات المدافع الخفيفة من سائر جهاتها … ولما تلاقى الجمعان تسابق الجيش المغربي إلى اللقاء والجيش الفرنسي محافظ على النظام المذكور لا يتحرك من مركزه حتى أحاطت به جيوش المغرب إحاطة السور بالمعصم وصارت تصب رصاصها فيه ، فعند ذلك أمر القائد الفرنسي بإطلاق المدافع من سائر الجهات إطلاقا متواليا بلا إهمال … حتى سقطت بنبة أمام حامل المظلة وجمح فرسه( الخليفة ) به وكاد يسقط ، ولما رأى الخليفة ذلك غير زيه بأن أسقط المظلة ودعا بفرس كميت فركبه ولبس طيلسانا آخر واختفى حينئد … ولما التفتوا إلى جهة الخليفة ولم يروه بسبب تغير زيه خشعت نفوسهم وقال المرجفون : إن الخليفة قد هلك ، فماج الناس بعضهم في بعض وتسابق الشراردة إلى المحلة فعمدوا إلى الخباء الذي فيه المال فانتهبوه وتقاتلوا عليه وتبعهم غيرهم ممن كان الرعب قد ملك قلبه ، وجعل الناس يتسللون… حتى افترقت محلة المغرب ومات أكثرها وتمزقت أوصال حماتها كل ممزق وتطايرت أشلاؤهم في الهواء وباقيتهم طارت بهم خيولهم فلم ينزلوا إلا وراء نهر ملوية .. “