نصائح ذهبية للاساتذة المتدربين في المراكز الجهوية
– لا شك أنكم مقبلون على تحول هام في حياتكم المهنية، و سوف يؤثر هذا الوضع الجديد على كل حياتكم الشخصية، فكونكم ستلجون مهنة التعليم ستكونون مضطرين لاعادة النظر في حياتكم الراهنة و تخطيط حياتكم المستقبلية تبعا للوضع المهني الجديد. نتمنى لكم التوفيق في هذا الباب.
– التكوين في المراكز على مهنة التدريس ليس كافيا بالمرة، و سوف تصابون بالاحباط نتيجة عدم توازن حاجاتكم و ما سيقدم لكم من خدمات. غالبا ما عبر الأساتذة السابقون في السنوات الماضية عن عدم رضاهم على حصيلة التكوين، و شعورهم بعدم الأهلية بما فيه الكفاية لمواجهة اعباء المهنة بعد التعيين. و مهما يكن الحال فالمراكز هي مؤسسات تضعكم فقط على طريق انتم مطالبون بالسير فيه و اكتشافه و الذهاب فيه الى ابعد حد اعتمادا على بصيرتكم و قدراتكم. فلا تحملوا مسؤولية التكوين لأحد، فأنتم الطرف الأساسي و القطعة المهمة في رقعة التكوين.
– فترة التكوين تظل قصيرة بحجم المعارف و القواعد و التقنيات التي يتوجب عليكم اكتسابها، لكن بالمقابل عليكم أن تستثمروا هذه الفترة التي ستقضونها في العمل المكثف و الجاد عن طريق البحث و التكوين الذاتي و المستمر.
– سوف تعيشون في بداية التكوين حالة من الاضطراب النفسي و المعنوي و الذهني نتيجة عدم التأقلم مع مقتضيات المراكز الجهوية، و نتيجة ظروف العيش الجديدة، و أيضا نتيجة الغموض و الضبابية في فهم مسارات التكوين و التقويم و غيرها من القضايا و المجالات التي ستشوش لا محالة عليكم. غير أنه من الضروري أن تتحلوا بالشجاعة، و برودة الأعصاب، و الروح الايجابية، و ستكتشفون أن الوضع سيتحسن بعد أسابيع أو أيام قليلة، حيث ستصبح الأمور عادية و مألوفة.
– اختاروا موضوع بحثكم مبكرا و اشرعوا في العمل فيه منذ شهر يوليوز، و اتصلوا بالأستاذ المشرف و ضعوا معه جدولة للقاءات و المتابعات.
– لا تشغلوا أنفسكم بالنقط و لا بالتعيينات، لأنها أمور سابقة لأوانها و ليست ذات مفعول كبير على حياتكم المهنية في الوقت الراهن.
– الأهم بالنسبة لكم هو أن تمنحوا أنفسكم تكوينا صلبا يمهد لتكوين مستمر ستخوضونه بروح عالية على تحمل الجهد في البحث و المطالعة و التجريب، لأجل أن تكونوا باحثين و بيداغوجيين لمدرسة مغرب المستقبل.
– العلاقات داخل مجموعات التكوين تشكل دعما قويا لكم على المستوى النفسي و الاجتماعي، فلا بد عليكم أن تحافظوا على روابطكم مع الأساتذة الآخرين في فصولكم و مجموعاتكم بشكل ايجابي، بعيدا عن منطق المنافسة و الصراع، فالسنة التكوينية هي آخر سنة تجدون فيها أنفسكم مع مجموعة، و العلاقات الايجابية مع أفرادها ستكون أفقا مستقبليا واعدا بالنسبة لكم.
– التزموا بالقوانين الداخلية للمراكز، و انظروا الى أنفسكم كأساتذة يحترمون التزاماتهم المهنية و الاخلاقية و الاجتماعية و التربوية.
– أنتم جيل جديد من المدرسين من أجل مدرسة جديدة و انسانية و تربوية، فلا بد أن يكون وعيكم التربوي و الانساني زاخرا بالقيم و السلوكات الحضارية و المهذبة التي يمكن أن تعيد الروح و الاعتبار لشخصية رجل التعليم.
– احترموا أنفسكم و زملائكم، و احترموا تلاميذتكم، و احترموا القيم الانسانية و القوانين، و احترموا ذكاءكم و ذوقكم الراقي، و لا تضعوا أنفسكم في وضعيات لا تليق بكم.
– مصير مغرب المستقبل أنتم من سيحدده بوعيكم و ممارستكم. فلا تخذلوا أنفسكم و وطنكم.
و الله و لي التوفيق و المستعان.
عن صفحة مباريات التعليم بالمغرب