الاستعداد للامتحانات 3 خطوات منهجية و عملية
بعض الخطوات المنهجية و العملية الاستعداد للامتحانات النهائية
يعيش التلاميذ(ات) والطلبة(ات) هذه الأيام فترات حاسمة و مخاضا عسيرا يتمثل في الاستعداد للامتحانات النهائية بمختلف أنواعها ومستوياتها الدراسية ( الامتحانات المدرسية الإشهادية ، الامتحانات الجامعية…)، والتي من شأنها تحديد مصيرهم ومستقبلهم الدراسي والمهني، وكما يقال ” عند الامتحان يعز المرء أو يهان”…..
أهمية الاستعداد للامتحانات
ومع قرب موعد الامتحانات، نلاحظ أن مجموعة من الفضاءات تتغير وظائفها وأدوارها (المؤسسات التعليمية،الجامعات، البيوت ، المقاهي ،الحدائق العمومية…) حيث يتم استغلالها خلال هذه الفترة من السنة لدروس الدعم والتقوية والمراجعة المكثفة والاستعداد للامتحانات، فتصبح عبارة عن تربصات ومعسكرات تربوية دائمة.
كما أن هذه الفترة من السنة الدراسية تتسم بالتوتر والقلق والتخوف الذي يصاحب عادة التلاميذ(ات) والطلبة(ات) خلال جميع مراحل الامتحان ( الإعداد ،الإجراء، النتائج) ، وهذا التوجس يشاركهم فيه الأمهات و الآباء والأطر التربوية و الإدارية.
إلا أن الإشكال الجوهري التي يتم طرحه دائما من طرف تلامذتنا وطلبتنا الأعزاء، يرتبط أساسا بكيفية ومنهجية الاستعداد الجيد للامتحان لتحقيق أفضل النتائج وأعلى المعدلات، وبالتالي تكثيف وتنويع فرص الاختيار لديهم، مما سيساعدهم في اتخاذ القرار المناسب الذي سيحدد ولا شك مشروعهم الشخصي و مساراتهم المهنية المستقبلية.
كيفية تستعد للامتحانات بفعالية و نجاعة؟ و كيف نحفز أنفسنا على الإعداد الجيد للامتحان ؟ ما هي الخطوات المنهجية و العملية للاستعداد الناجح والفعال؟ وكيف نستثمر ونتحكم في الوقت الذي يفصلنا عن موعد إجراء الامتحان؟
سنحاول في هذه الورقة المختصرة، تقديم بعض المفاتيح الأساسية وبعض النصائح والإرشادات الضرورية التي من شأنها مساعد التلميذ(ة ) والطالب(ة) على الاستعداد للامتحانات بشكل الجيد .
توقع الإنتظارات الحقيقية من الاستعداد للامتحانات :
يجب على المقبل على الامتحان أن يكون واقعيا واضحا وصريحا مع نفسه، فعملية المراجعة قبل موعد الامتحان بفترة وجيزة تكون ناجحة اعتمادا على حصيلة عمله طيلة السنة الدراسية. فإذا كان المجهود المبذول خلال السنة غير كافي وغير منتظم، فلا يمكننا انتظار المعجزات من عملية المراجعة في آخر لحظة.
1 – الاشتغال على التحفيز الذاتي :
التحفيز الذاتي هو مفتاح النجاح، وأسهل طريقة للتحفيز هي العمل على تحبيب الاشتغال على الموضوع الذي نحن بصدده . فلرفع الحافزية وتشجيع الإقبال على عملية المراجعة، على التلميذ(ة) و الطالب(ة) تحديد هدفه بكل دقة، والمتمثل أساسا – في هذه الحالة – في النجاح في الامتحان، مما سيمكنه من تحديد مساره الدراسي والمهني بكل سهولة ويسر و بالتالي تحقيق مشروعه الشخصي والحياتي .
لكن في الواقع، ونتيجة للضغوطات التي تصاحب قرب موعد الامتحان، عادة ما نجد مجموعة من الأفكار السلبية تسيطر و تؤثر على نفسية المقبلين على الامتحانات، والتي تؤدي إلى القلق وربما اليأس عند البعض، من قبيل التفكير في كتلة المقررات والمناهج الواجب مراجعتها، و الكم الهائل من الدروس التي عليه استذكارها.
ولهذا، فأول شيء يجب فعله هو مقاومة هذه التوجسات والتخوفات التي تؤرق بال التلاميذ، عبر الاشتغال على التحفيز الذاتي وتوفير الظروف الملائمة والمصاحب لعملية المراجعة ( النفسية والصحية والجسدية…).
وفي هذا الصدد، يمكن تجاوز هذا القلق وهذا التوجس و استرجاع الثقة في النفس من خلال الإعداد الجيد والمراجعة المنتظمة، التي ترتكز بالأساس على وضع إستراتيجية فعالة تتضمن خطوات عملية ومنهجية دقيقة، وتستند كذلك على تخطيط محكم لعملية التحضير، ينطلق من تشخيص الوضعية الدراسية للتلميذ (ة) و الطالب(ة) ، ثم وضع أهداف واضحة وتحديد الأولويات، والحرص على التوزيع العادل والاستثمار الأمثل للوقت وللزمن الذي يفصل عن تاريخ إجراء الامتحانات.
2 – تشخيص الوضعية و تحديد الأولويات:
قبل مباشرة عملية المراجعة لابد من القيام بتشخيص الوضعية الدراسية للمقبل على الامتحان، والتي من خلالها يتم تحديد الأولويات. فنتيجة لضغط الوقت وقرب الامتحان، غالبا لا يتوفر التلاميذ والطلبة على الوقت الكافي لمراجعة جميع المواد بشكل عميق. لدى، يجب عليهم أولا العمل على وضع سلم للأولويات، عبر تحديد ما هو مهم من المواد الدراسية بالنسبة إليهم، ومن ثم إعطاءها الأسبقية في المراجعة. وبعد ذلك عليهم وضع خطة وبرنامج عمل يومي لعملية المراجعة، وذلك انطلاقا من إجابتهم على الأسئلة التالية :
- كم من الوقت يفصلني عن موعد الامتحان؟
- هل هذا الوقت كافي لمراجعة كل المواد الدراسية بكيفية مستفيضة؟
- ما هي المواد التي لها معاملات مرتفعة؟
- ما هى المواد التي مستواي الدراسي فيها جيد؟ وهل لها معاملات عالية؟
- ما هى المواد التي مستواي الدراسي فيها ضعيف؟ وهل لها معاملات عالية؟
وتأسيا على ذلك تحدد الأولويات ويتم ترتيبها وتوضع الأهداف وبرنامج العمل اليومي للمراجعة انطلاقا من ذلك.
3 – الخطوات المنهجية و العملية لتحضير عملي وفعال للامتحان:
يجب التركيز في البداية على مراجعة المواد التي لها معاملات عالية أو ما يصطلح عليها بالمواد الأساسية المرتبطة بالتخصص، والتي عادة ما تكون سهلة نسبيا بالنسبة إليك، وثغراتك فيها تكون قليلة.
إلا أنه يجب العمل على سد بعض النقائص التي لا تزال قائمة من خلال التركيز أولا على المواد التي تعتبرها سهلة نسبيا. وهذا سيمكنك من تعزيز ثقتك بنفسك، ومن ثم قضاء الوقت المتبقي من زمن المراجعة في تحصيل المواد الأكثر صعوبة.
كما أنه وربحا للوقت والجهد، يمكنك قضاء وقت أقل في مراجعة المواد ذات المعاملات المنخفضة أو المواد الدراسية الثانوية، وذلك من خلال عدم تخصيص وقت أطول لمراجعة هذه المواد.
و إذا كان الزمن الذي يفصلك عن الامتحان قصيرا، فركز في مراجعتك على المواد التي تتوقع فيها النجاح ولديك أوفر الحظوظ للحصول على نقط مرتفعة. وحاول مراجعة المواد الدراسية الأخرى بكيفية تجنبك الحصول على النقطة الموجبة للرسوب.
برنامج العمل اليومي في الاستعداد للامتحانات :
في بداية اليوم وقبل الشروع في المراجعة، ضع لنفسك الأهداف الواجب تحقيقها في نهاية اليوم ( التركيز على دروس معينة، مراجعة فصول أو فقرات معينة… ). مما سيسمح لك ببدء العمل بخطوات واضحة، وسيمكنك من معرفة ما عليك القيام به خلال هذا اليوم ، وبالتالي توفير الوقت وإضافة الحافزية لديك.
حدد هذه الأهداف بكل دقة و وضوح، ومن الأفضل اكتبها على ورقة كبيرة، ثم علقها على الحائط إذا كان ذلك ممكنا أمام المكتب لتتمكن من تذكرها بين الفينة والأخرى.
ثم خلال فترات متباعدة من اليوم، قم بعملية تتبع وتقييم الأهداف التي سطرتها في بداية اليوم، وتحقق أين وصلت في إنجازها. فهذا سيمكنك من رصد التقدم أو التعثر، ويساعدك على زيادة التحفيز والتشجيع في عملية المراجعة.
في نهاية اليوم : تقييم التقدم المحرز واتخاذ الإجراءات التصحيحية
عند نهاية اليوم يمكنك تقييم حصيلة مراجعتك اليومية، وقياس التقدم والتعثر، وبرمجة الإجراءات التصحيحية لليوم الموالي، وذلك من خلال الإجابة على الأسئلة التالية المرتبطة بالأهداف التي قمت بتحديدها مسبقا:
- كم عدد الأهداف التي حققت خلال اليوم؟
- ما هي الأهداف التي لم تتحقق خلال هذا اليوم؟
- ما هي الأخطاء والثغرات التي ارتكبتها؟ وما هي الحلول الممكنة؟
- ماذا علي القيام به غدا؟ وما هي أهدافي الجديدة ليوم الغد؟
وختاما، كانت هذه بعض التوجيهات والنصائح والإرشادات الموجهة إلى تلامذتنا وطلبتنا الأعزاء والتي تهم منهجية الاستعداد للامتحانات بشكل الجيد ، أملين أن تفيدهم في عملية الإعداد والتحضير للاختبارات، ومتمنين لهم النجاح والتوفيق السداد والحصول على أفضل النتائج وأعلى المعدلات في امتحاناتهم المقبلة إن شاء الله.
عبد الغفور العلام
مفتش التخطيط التربوي
روابط خارجية