تعليمحوادث التعليم

ربورتاج: معلم أمضى 25 سنة وسط الجبال يحلم بالإنتقال .. ليموت وحيدا بالبرد

حسن اكرا، هو واحد من الأطر التربوية الذين آمنوا بنبل رسالة التعليم، ايمان دفعه إلى التضحية بسنوات شبابه وبلحظات القرب من عائلته وأسرته الصغيرة من أجل اخراج أطفال المناطق الجبلية من ظلمات الجهل إلى نور العلم لمدة 25 سنة، على أمل أن يتحقق حلم الانتقال والعودة إلى أحضان الأسرة ذات يوم، تأخر الحلم وحضر الموت، ليخطف حسن على حين غرة بسبب اختناقه بغاز الفحم الذي كان يستعمله لمواجهة برد اقليم أزيلال في فصل الشتاء.
حادث اختناق حسن أكرا يجرنا للحديث عن الظروف القاسية التي يعيشها رجال التعليم في المناطق الحبلية، في هذا الإطار أكد ابراهيم اورحو، عضو نقابة رجال التعليم أن الأطر التربوية تعاني كبيرا في المناطق الجبلية “لأنها مناطق معزولة، تغيب فيها أبسط شروط الاستقرار والتنقل”، مشيرا إلى أن “80 في المائة من نساء ورجال التعليم لا يعيشون مع اسرهم”.
من جهته، أوضح محمد اوحيمي، استاذ بالتعليم الابتدائي “أن هناك بعد الأطر التربوية الذين قضوا أزيد من 30 سنة في التدريس بالجبال دون أن يستفيدوا من عملية الانتقال إلى جوار اسرهم، كما هو الشأن بالنسبة لحسن”، مشيرا إلى أن هذا الأخير انتقل إلى مدينة تارودانت، ثم إلى اقليم أزيلال وبالضبط إلى منطقة أباشكو التي تبعد عن الإقليم بـ60 كيلومتر، ليظل هناك مدة 25 سنة دون الاستفادة من الحركة الانتقالية.
في هذا الإطار، ومن أجل معرفة شروط ومعايير الاستفادة من الحركة الانتقالية للأطر الطبية، انتقلت كاميرا القناة الثانية إلى مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ببني ملال خنيفرة، حيث أوضح محمد الحمزاوي المكلف بتدبير الموارد البشرية أن الأولوية تكون للمتزوجين وللأساتذة الذين قضوا 20 سنة وأكثر، مشيرا إلى أن حسن كان يوجد بمنطقة جهلته لا يتوفر على شروط الاستفادة.
من جهته، أكد عبد الصادق معلاوي رئيس مصلحة التخطيط والخريطة المدرسية بالأكاديدية الجهوية، أن هذه الأخيرة وبشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، قامت ببناء 135 سكن خاص بالأطر التعليمية، إلى جانب تخصيص جزء من ميزانية 2016 لبناء 27 سكن هي في طور الإنجاز حاليا.
توفير السكن هو واحد من الحلول للتخفيف من وطأة ظروف اشتغال الأطر التربوية بهذه المناطق، خاصة أن جهة بني ملال خنيفرة تشكل فيها الجبال نسبة 62 في المائة من المساحات الإجمالية، ورغم المجهودات التي تقوم بها الإدارة إلا أن أطر التعليم تظل تعيش ظروفا صعبة حتى اشعار آخر.
المصدر

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button