تاريخ المغربمادة التاريخملفات ومقالات

ثورة الريسوني

لم تكن ضغوط الدول الامبريالية التوسعية أمثال فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وكذا ألمانيا هي السبب الوحيد وراء ضعف وتقهقر المغرب بداية القرن العشرين، ليخضع في الأخير للحماية الفرنسية والإسبانية، بل هناك أحداث أخرى عرفها المغرب قبيل هذه المرحلة.

           ففي حين كان المخزن المغربي يواجه ثورة الجيلالي بن إدريس الزرهوني المعرف ببوحمارة في نواحي مدينة تازة، اندلعت ثورة الريسوني التي أحدثت انزعاجا كبيرا للمخزن، وكانت هذه الثورة قد ظهرت بالقرب من مدينة طنجة، ونظرا للأبعاد الخطيرة التي اتخذتها أفعال الريسوني من جراء اختطافه للأجانب المقيمين بطنجة وأحوازها، فقد تم ارسال بوارج حربية أمريكية وإنجليزية إلى السواحل المغربية من أجل حماية الرعايا الأجانب، وللقضاء على تمرد الريسوني قام السلطان المولى عبد العزيز بإرسال حركة ضده في سنة 1903م لكن هذه الحركة لم تتمكن من القضاء عليه وكان يشترط في مقابل إطلاق الأسرى الذين بين يديه إعطائه أموال طائلة، وفي ظل هذه الأوضاع اضطر السلطان إلى تعيين الريسوني عامل على المناطق المحيطة بطنجة اتقاء لشره.
           لهذا يمكن القول أن ثورة الريسوني زادت في تأزم أوضاع المغرب الخارجية، فإذا كانت ثورة بوحمارة قد أفرغت خزينة الدولة، فإن ثورة الريسوني قد أحرجت المغرب ديبلوماسيا مع الدول الأخرى لأنها لم تستطع حماية الرعايا الأجانب، وكل هذ يخدم أهداف وأجندة هذ الدول التي كانت تتآمر آنداك على استعمار المغرب، وهكذا يمكن القول أن المغرب فعلا انتحر بيد أبنائه.
المصادر والمراجع:
انظر:
  • أحمد مهدرماز: مادة “ريسوني”، “معلمة المغرب”.
  •  الطيب بن اليمني بوعشرين: “التنبيه المعرب عما عليه الآن حل المغرب”
  • علال الخديمي: “التدخل الأجنبي والمقاومة بالمغرب”

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button